|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العزيز الغفار ، وأشهد أن لا إله إلا الله مقيل العثار ، وأشهد
أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله
وأصحابه الأطهار . . وبعد :
في هذه الخاطرة نتناول موضوعاً مهماً جدير بالطرح ، حفي بالشرح ، ينبغي لكل
الناس الاهتمام به ، ألا وهو عنوان هذه الخاطرة .
ارتفعت الأسعار ، وغلت المعيشة ، في كثير من المواد والمعروضات بلا سبب
منطقي أو طبيعي .
وبما أننا في هذه الأيام أيام العطل الصيفية وما يحصل فيها من الإقبال على
الزواج فلعلنا نطرق مسائل مهمة تتعلق بموضوعنا منها :
المهر بلغ مبلغاً قياسياً ، حتى بلغ 70 ألف ريال وربما أكثر ، مع أن الحديث
ورد في تقليل المهر ، أعظمهن بركة ، أيسرهن مؤونة .
الذبائح بلغت 1500 ريال وهي في ازدياد وارتفاع ، ألا نكتفي بوليمة من
اثنتين أو ثلاث ، وندعو فيها أقارب الزوجين ، إن ذلك لدليل على اليسر
والسهولة وعدم الإسراف الذي نهى الله عنه ورسوله ، وصاحبه متوعد بخسارة في
الدارين .
قصور الأفراح بلغت أكثر من 10آلاف ريال وبعضها أضعاف هذا الرقم ، ألا نكتفي
في بيت الزوج أو استراحة لا يزيد إيجارها عن ألف ريال ، لماذا نكفر نعمة
الله ؟ لماذا المباهاة والمفاخرة ؟ كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروهاً .
المغالاة والمباهاة في ألبسة النساء التي تصل إلى ألفين أو أكثر إي وربي
أكثر من ذلك بكثير ، وكل عرس وفرح بفستان ، أمر يحتاج إلى ميزانية ، مما
يضطر معه بعض الجهال من الرجال إلى الاستدانة ، وهذا غلط كبير ، يجب أن
يتنبه له الناس ، فالدين وبال وعذاب وذلة ومهانة .
الكوشة ، هذا الأمر الغريب على ديار المسلمين ، والتي تكلف آلاف الريالات ،
مع أن العريس أحق بهذه الأموال التي تنفق فيها ، لأجل أن يقول الناس ، كوشة
فلانة أو فلان ما رأينا مثلها ، وما علم المسكين أنه ذبح بغير سكين ، فمتى
يعقل الرجال ، ومتى يعلموا أن القوامة بأيديهم وليس بأيدي النساء ؟
الدقاقة أو الطبالة أو المطربة التي تأتي للعرس بخمسة آلاف أو أكثر ، لماذا
لا يكون عرسنا وفرحنا خالياً من مثل هذه الأمور المكلفة ؟ لماذا لا يكون
اللعب بالدف مع قصائد وأشعار للنساء في مكانهن بلا تكلفة ولا مؤونة ؟ أليس
منا رجل رشيد ، وامرأة رشيدة ؟
والمصيبة العظمى ، والطامة الكبرى إذا صاحب ذلك موسيقى أو ارتفاع صوت يسمعه
الرجال فيطمع الذي في قلبه مرض ، فهذا حرام جد حرام ، وأظن أن مثل هذه
المنكرات إذا توفرت في فرح حولته إلى ترح ، وطلاق وفراق قريب ، كما هو
الواقع اليوم .
والبعض من الناس لا يستطيع السفر وقضاء إجازته لزحمة جدول الأفراح ، فما إن
يسافر ثلاثة أيام مثلاً إلا وهو عائد لحضور فرح آخر وهكذا دواليك ، فلا
يتمتع بإجازته .
كل هذه الأمور وغيرها تدعونا لأن نقول بصوت واحد :
[ نعم . . . للزواج الجماعي ] .
[ لا . . . للإسراف والبذخ ] .
فبدل أن يتكلف العريس مائة وخمسون ألف ريال أو قرابة ذلك في زواجه لوحده ،
ربما لا ينفق في الزواج الجماعي إلا خمسة آلاف ريال أو أقل ، بل ربما يأتيه
من المعونة مال آخر ولا يخسر شيئاً .
ومن كان لديه مال ومنَّ الله عليه بذلك ، فلا يسرف فيما لا يعود عليه
بالنفع بل بالضرر بسبب الإسراف ، بل عليه أن ينفق في وجوه الخير ليجد ذلك
يوم القيامة ذخراً له .
فهلا من رشيد في كل قبيلة يتولى زمام أمورها ويأمر العقلاء منهم بتبني
الزواج الجماعي ؟ هذا ما نأمله ، ومن الله نسأله .
كتبه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام جامع البازعي بتبوك