|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
النبي الأمين ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين . . وبعد :
إذا رأيت مجموعة كثيرة من الناس يذهبون إلى أعلى بناية ثم يلقون بأنفسهم
ليموتوا شر ميتة ، فهل تفعل كما يفعلون ، وتقول كما يقولون مقولتهم الخاطئة
: الموت مع الجماعة رحمة ؟ وتصبح ممن قتل نفسه بيده ، وممن جاء فيهم هذا
الوعيد حيث قَالَ صلى الله عليه وسلم : " كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ فَقَتَلَ
نَفْسَهُ ، فَقَالَ اللَّهُ : بَدَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ
عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " [ رواه البخاري ] .
ألا وتأمل هذا الوعيد الشديد ، والتهديد الأكيد ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ
تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَهْوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ،
يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً ، وَمَنْ تَحَسَّى
سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَسَمُّهُ فِي يَدِهِ ، يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ
جَهَنَّمَ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ
بِحَدِيدَةٍ ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ ، يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي
نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً " [ رواه البخاري ] .
فمن فعل ذلك بنفسه وأرداها قتيلة ، فقد باء بغضب من الله ، والعياذ بالله ،
لأنه فقد ما ميزه الله به عن الحيوان ، ألا وهو العقل ، فالعقل مناط
التكليف ، ومن فقد عقله فهو أحط من منزلة البهائم ، ولقد ذم الله تعالى
قوماً لم يستعملوا عقولهم فقال الله عز وجل فيهم : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ
أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا
كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } [ الفرقان44 ] .
هذا إذا رأيت قوماً من الناس يفعلون هذا الفعل المشين ، فهل تفعل مثلهم ؟
لا أظن عاقلاً يقول : نعم .
ومن قال : نعم ، فهو إمعة ، إن فعلت الإساءة كما يفعل الناس فأنت من أهل
هذا الحديث ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم : " لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً ، تَقُولُونَ إِنْ
أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ
وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ
أَسَاءُوا فَلاَ تَظْلِمُوا " [ رواه الترمذي وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ
غَرِيبٌ ] .
وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِىِّ بْنِ خِيَارٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى
عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه وَهْوَ مَحْصُورٌ ، فَقَالَ :
إِنَّكَ إِمَامُ عَامَّةٍ ، وَنَزَلَ بِكَ مَا تَرَى ، وَيُصَلِّي لَنَا
إِمَامُ فِتْنَةٍ وَنَتَحَرَّجُ ، فَقَالَ : الصَّلاَةُ أَحْسَنُ مَا
يَعْمَلُ النَّاسُ ، فَإِذَا أَحْسَنَ النَّاسُ فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ ،
وَإِذَا أَسَاءُوا فَاجْتَنِبْ إِسَاءَتَهُمْ . . . " [ رواه البخاري ] .
ثم السؤال المهم الآخر :
هل من الدين ومن النصيحة ومن الأخوة في الله ، ومن اللحمة الإسلامية أن ترى
الناس يتساقطون من أعلى البناية ولا يحرك ذلك فيك ساكناً ؟
أم أنك ستهب داعياً لهم وناصحاً ومرشداً ومخوفاً لهم من الله ، ومذكراً لهم
بالله ، ومن عذاب الله ، وأن هذا عمل مُحَرَّم ، وفعل مُجَرَّم ؟
إذا فعلت ذلك فقد نصحت ونهيت عن المنكر ، وأديت ما عليك ، والضرر على
أصحابه فقط ، وليس متعدياً إلى غيرهم ، لأن موتهم يخصهم وحدهم ، ولا ضرر
على الآخرين ممن لم يفعلوا فعلهم ، أو حتى سكتوا على فعلهم بعد نصيحتهم .
بينما هناك منكرات ومحرمات ضررها على النفس والغير ، فضررها متعدٍ ، يهلك
به الجميع ، إذا كثر فاعلوه ، وزاد الساكتون عنه ، وقل الناهون عنه ، كتبرج
النساء ، واختلاطهن بالرجال الأجانب ، مما يسبب الزنا والفاحشة ، وتعم
بسببه الرذيلة ، ويكثر الشر ، ويزداد الفساد ، فهنا يهلك الفاعل والساكت
والناهي عنه إذا كثر المنكر ، وكل يبعث على نيته يوم القيامة ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا فِي
قَرْيَةٍ ، فَقَدْ أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عَذَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
" [ رواه الطبراني والبيهقي والحاكم وقال صحيح الإسناد ، وصححه الذهبي ،
وهو حديث محتج به ، قال شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره في صحيح ابن حبان ، وقال
الألباني : صحيح في صحيح الجامع برقم 679 ] .
وأمر الشارع الكريم بالنصيحة للعصاة مهما كانت مناصبهم وأعمالهم
واهتماماتهم ، فالدين النصيحة ،فَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه ،
أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " الدِّينُ النَّصِيحَةُ " ،
قُلْنَا لِمَنْ ؟ قَالَ : " لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ
وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ " [ رواه البخاري ومسلم ] .
إذاً علينا أن نفرق بين المنكرات المقتصر ضررها على فاعلها ، والمنكرات
المتعدي ضررها إلى الغير .
وتأملوا معي هذا المثال الذي ضربه النبي صلى الله عليه لأمته إذا لم ينكروا
المنكر ، وتركوا أهله ينغمسون فيه ، فسوف يهلك الجميع :
عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنهما ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : " مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ
فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ ، فَأَصَابَ
بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا ، فَكَانَ الَّذِينَ فِى
أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ
فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِى نَصِيبِنَا خَرْقاً ، وَلَمْ نُؤْذِ
مَنْ فَوْقَنَا . فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً
، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعاً " [ رواه
البخاري ] .
وَعَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رضي الله عنها ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله
عليه وسلم اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ وَهُوَ يَقُولُ : " لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ، فُتِحَ الْيَوْمَ
مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ _ وَعَقَدَ سُفْيَانُ
بِيَدِهِ عَشَرَةً _ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَنَهْلِكُ وَفِينَا
الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ " [ رواه
البخاري ومسلم ] .
ولا شك أن هناك صراع بين الخير والشر إلى قيام الساعة ، فزمان يكثر الخير
وأهله ، ويقل الشر وأهله ، وزمان آخر يكثر الشر وأهله ، ويقل الخير وأهله ،
كل ذلك بحسب زيادة الإيمان ونقصه في قلوب الناس في كل زمان وعصر ودهر ،
وكلما ابتعد الناس عن منهج الله تعالى ، ومنهاج نبيه صلى الله عليه وسلم
كلما وقعوا في الآثام والمعاصي ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي
الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا مِنْ
نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ
أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ ، يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ ،
وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ
خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ ، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ
يُؤْمَرُونَ ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ
جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ
فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ
خَرْدَلٍ " [ رواه مسلم ] .
وفي زماننا هذا كثر الشر وأهله ، وازداد دعاة جهنم ، وتفاقم خطرهم ، وتطاير
شررهم ، ظهر الفساد في كل مكان ، في البيوت والشوارع والأسواق والأعمال
والمنتزهات .
ومن آخر ذلك . . . الدعوة الباطلة إلى الاختلاط بين الجنسين ذكوراً وإناثاً
، هذا ما يدعوا إليه أعداء الملة والدين ، هذا ما يدعوا إليه أصحاب الشر
والفساد ، من العلمانيين والليبراليين والمنافقين ومن شايعهم واتبع ملتهم
ودعوتهم .
يريدون أن يلحقونا بالشيعة الرافضة المجوس الفرس ، الذين يعبدون الفرج
والخمس ، من متعة واستعارة للفروج ، يزنون باسم المتعة ، بل ويتقربون إلى
الله بالمعصية ، تعالى الله عما يقولون .
ويريدون أن يحققوا فينا جملة من طلبات الغرب الكافر ، لأننا ولله الحمد
الدولة الوحيدة على وجه الأرض التي تُحَكِّم شريعة الله تعالى ، وتتبع بسنة
نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونحن الدولة الباقية في العالم التي يتمتع
نساؤها بكامل الشرعية ، والقيود والحقوق المرعية ، التي أحاطها بها الإسلام
، وسيجها بها ، فهي معززة مكرمة ، لا يمكن لها أن تختلط بالرجال ، فبنت
الإسلام لا يمكن أن يصدر منها مثل هذه التوافه والسخافات والترهات ، لأنها
عرفت مكانتها في ضوء شريعة الإسلام ، فهي الأم والبنت والأخت والعمة
والخالة والجدة ، ولا يمكن لرجل مسلم غيور أن يرى موليته وكريمته تتبرج أو
تختلط بالرجال مهما كانت الأسباب ، بل يموت ولا يدنس عرضه .
أما ما نراه اليوم من تبرج وعرض عبر الشاشات الفضائية من بعض النساء اللاتي
يدعين سعودتهن ، فلسنا بسعوديات ، بل هن مستأجرات ، يعبدن الدينار والدرهم
، في مقابل بيع أعراضهن والظهور بمظهر يخالف شريعة الله وأمره للنساء
بالقرار في البيوت وعدم التبرج بزينة وعدم البروز للرجال كاشفات عن وجوههن
، فلا نعترف بهن ولا بما يقدمن ويعرضن _ ونسأل الله لهن الهداية إلى الحق _
بل نحن نتأسى لحالهن ، لمخالفتهن لأوامر ربهن تبارك وتعالى ، ومخالفتهن
الصريحة لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم ، ومخالفتهن الصريحة لما قامت
عليه هذه البلاد من خلال سياستها ودستورها القائم على الكتاب والسنة ، من
تحريم الخلوة بالرجال ، أو الاختلاط بهم ، وكل هذه المخالفات للكتاب والسنة
وأولياء الأمر يفعلنها تلك النساء في الاستوديوهات قبل البرامج وأثناءها
وبعدها ، بل هناك ما هو أدهى وأمر ، فمما ذكره غير واحد عما يحصل بين
المقدمين والمقدمات وأضرابهم من أهل الفن بأكمله من لقاءات حميمية محرمة .
. . . هذا ما يحصل في وزارة الإع...... ، والتر..... ، وغيرها من فساد وتعد
لما قامت عليه هذه الدولة من تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء ، بل
ومصافحة بعضهم بعضاً ، وأخذ الصور التذكارية مع المسؤول وغيره ، وعقد
اللقاءات المحرمة بين الجنسين ، في صور مقززة منبوذة مرفوضة ، وعند الناس
مبغوضة ، مخالفين دستور بلاد الحرمين الشريفين القائم على كتاب الله وسنة
نبيه عليه الصلاة والسلام ، بل ضاربين بهما عرض الحائط ، من قبل علمانيين
وصوفية وشيعة وغربيين ، محاربين أهل الخير والصلاح من العلماء والدعاة
والمحتسبين .
وللأسف أن هناك ثلة من الأُم....... والأَمي....... والوز...... والمترفين
من أهل الأموال ، وكثير من كتاب الصحف وقداسها وغيرهم ممن انغمسوا في
الشهوات حتى آذانهم ، لا يعرفون من الحياة إلا الشهوات والملذات وارتكاب
الفواحش والمحرمات ، بل ويدعون الناس إليها ، إنهم والله دعاة إلى جهنم
وبئس المصير ، من أطاعهم قذفوه فيها ، ومن عصاهم ووعظهم وأمرهم ونهاهم فهو
على خير عظيم ، ولنتأمل معاً معاشر المسلمين هذا المثل الذي ضربه النبي صلى
الله عليه وسلم لأمته ، عَنِ النَّوَاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِىِّ رضي
الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " ضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلاً صِرَاطاً مُسْتَقِيماً وَعَلَى جَنْبَتَيِ الصِّرَاطِ
سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ
مُرْخَاةٌ ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا
النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعاً وَلاَ تَتَفَرَّجُوا ، وَدَاعِي
يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُفْتَحَ شَيْئاً
مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ قَالَ : وَيْحَكَ لاَ تَفْتَحْهُ ، فَإِنَّكَ إِنْ
تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ ، وَالصَّرِاطُ الإِسْلاَمُ ، وَالسُّورَانِ حُدُودُ
اللَّهِ تَعَالَى ، وَالأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ
تَعَالَى ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلِى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ ، وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي
قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ " [ رواه أحمد ] .
وأيم الله إنه ليؤسفنا نحن أهل الإسلام أن تخرج أبواق من بني جلدتنا يدعون
إلى الاختلاط في التعليم ، وأن تكون الدراسة للذكور والإناث جنباً إلى جنب
، وكأنهم لم يعوا الدروس عما حصل في الشرق والغرب من فساد ديني وأخلاقي
وعقدي وسياسي واقتصادي ومناخي ، وكثرة المظاهرات والقتال المدمر بين أفرد
الشعب الواحد ، بل واستعمار أجنبي عسكري لتلك البلاد بسبب الانحراف عن
الفطر السوية ، والخلقة النقية ، فاختلط لديهم الحابل بالنابل ، وكثر أولاد
الزنا واللقطاء ، وأصابتهم البلاقع والمواجع ، ودمرتهم الحروب والمظاهرات
والاعتصامات ، وهلكت البنى التحتية ، وحصل الخلاف بين الحكام والمحكومين ،
وأصبح الجميع لا يأمن مكر الآخر وتدبيره ، فدعت أمريكا إلى فصل البنين عن
البنات ، وإنشاء جامعات خاصة للذكور ، وأخرى خاصة للإناث ، وكذلك حصل في
الصين ، وفي غيرهما من البلاد ، وعادت كثير من النساء إلى الحجاب والقرار
في البيوت ، ثم تأتي شرذمة من أهل بلاد التوحيد ، بلاد العقيدة الصافية ،
بلاد الحب والسلام ، ليشيعوا الذعر والخوف والجريمة والفوضى والإرهاب بسبب
الدعوة إلى تحرير المرأة من قيود الشريعة ، والتركيز عليها لإخراجها من
بيتها حتى تكون فريسة لأهل الشهوات ، فيالله العجب ، أنطيع أمر الله وأمر
رسوله ، أم نطيع خرافات أولئك القوم الخاسرون ، لعلها لم تطرق أسماعهم آية
سورة النساء حيث يقول الله تعالى : { وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ
عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ
مَيْلاً عَظِيماً } [ النساء27 ] .
دعوة باطلة لا أصل لها إلى اختلاط الطلاب بالطالبات في الصفوف الأولية ، ثم
يتبعها الصفوف العليا ، ثم المتوسطة والثانوية والكليات والجامعات ، وحدث
عن الفساد في الأرض بعد ذلك ولا حرج ، فويل لنا إذا اتبعنا الشهوات ،
وعصينا رب البريات ، إنه وعيد من الله القوي الجبار : { فَخَلَفَ مِن
بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ
فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً } [ مريم59 ] .
غي : هو واد في جهنم والعياذ بالله .
لا يرضى بأن تدرس ابنته بجانب طالب ذكر ، إلا الديوث ، وعديم الغيرة على
عرضه ومحارمه ، أقول : لكل مسلم ومسلمة لو اضطررنا إلى إبقاء أبنائنا
وبناتنا في البيوت معززين مكرمين ، خوفاً عليهم من الفتن والشهوات لهو خير
عظيم ، وفضل كبير ، وحماية لهم من خطر أذناب الكفار والفجار .
ولن يسمح الغيورون والنصحاء والصلحاء والعلماء وولاة الأمر رعاهم الله ،
بمثل هذا الأمر مهما كان مصدره ، فإن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
سبحانه وتعالى ، فلله الحمد من قبل ومن بعد أن منَّ الله علينا بولاة أمر
يُصْلِحُون ويَصْلُحون ، وأولئك هم الذين جاء وصفهم في سنة النبي صلى الله
عليه وسلم ، قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ الدِّينَ
لَيَأْرِزُ _ يجتمع وينضم _ إِلَى الْحِجَازِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ
إِلَى جُحْرِهَا ، وَلَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ
الأُرْوِيَّةِ _ الشاة الواحد من شياه الجبل _ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ ،
إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيباً وَيَرْجِعُ غَرِيباً فَطُوبَى
لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي
مِنْ سُنَّتِي " [ رواه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] .
أنتعدى حدود الله ونعصه سبحانه لأجل قرار من رجل أو امرأة يصيب ويخطئ وخطؤه
أكثر من صوابه ، لأجل قرارات ارتجالية تعسفية ، لا يرضاها دين ولا عقل ولا
رجولة ولا عفة ولا حياء ، قال تعالى : { وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ
وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ
مُّهِينٌ } [ النساء14 ] .
لابد أن تتكاتف الجهود ، ويتوحد الصف ضد أي قرار يمس ديننا ، ويتعدى حدود
ربنا ، ويخالف سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فنحن في دولة حماها الله
عقوداً طويلة من الاستعمار العسكري ، لكن للأسف بدأت اليوم تُحْتَلُ
وتُسْتَعْمَرُ فكرياً وثقافياً وأخلاقياً ودينياً ، حرس الله بلاد الحرمين
وحكامها وشعبها من كل سوء ومكروه .
نحن طوع ولاة أمرنا في المنشط والمكره وأثرة علينا ، طوع أوامرهم في الحرب
والسلم ، في السراء والضراء ، بل نفديهم بأنفسنا وأموالنا ، فلهم علينا حق
السمع والطاعة ، ولم يأمرونا بمنكر خلال عشرات السنين ، وهذا فضل الله
علينا وعليهم لأننا نحتضن بيننا بيت الله الحرام ، ومسجد الرسول صلى الله
عليه وسلم والأماكن المقدسة ، فكيف نعصي الله تعالى ، أنريد أن يحيق بنا
مكر الله تعالى ، فليس بيننا وبين الله واسطة ولا نسب ، قال تعالى : {
أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ
الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } [ الأعراف99 ] .
ألا ما أهون الخلق على الله إذا هم عصوه ، وخالفوا أمره .
وأما اتخاذ النساء وزيرات ونائبات ومسؤولات ، وجعل النساء يعملن في أعمال
لم يخلقن لأجلها ، فهذا مخالف لفطرة الله التي فطر الناس عليها ، فللنساء
أعمالهم الخاصة بهن ، من تربية الأبناء والاهتمام بالبيت والزوج ، والعمل
في أماكن النساء الخاصة بهن ، كالطبيبة للنساء ، والمعلمة للبنات والنساء
وما شابه ذلك ، لكن في المحيط النسائي البحت الذي لا تخالط فيه رجالاً ولا
تتحدث مهم ، ولا تقابلهم ولا تسمعهم صوتها حتى لا يقع البلاء ، ويحصل الداء
.
فالرجال هم الذين يقودون مسيرة الحياة ، وهم أصحاب الرأي والمشورة ، وهذا
أمر معلوم منذ نشأة الخلق ، أما أن تُقْحَمَ المرأة في مثل هذه الشؤون فهذا
خطأ ديني ، مخالف لأمر الله وأمر رسوله ، لَمَّا بَلَغَ النَّبِىَّ صلى
الله عليه وسلم أَنَّ فَارِساً مَلَّكُوا ابْنَةَ كِسْرَى قَالَ : " لَنْ
يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً " [ رواه البخاري ] .
لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ : أي لا يظفرون بالخير ولا يبلغون ما فيه النفع
لأمتهم .
وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً : أي جعلوا لها ولاية عامة من رئاسة أو
وزارة أو إدارة أو قضاء .
وعند الإمام أحمد بسند حسن _ كما قال شعيب الأرنؤوط _ عَنْ أَبِى بَكْرَةَ
رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَنْ
يُفْلِحَ قَوْمٌ تَمْلِكُهُمُ امْرَأَةٌ " .
فحتى لا تغرق السفينة ، ويعمنا الله بعذاب من عنده ، وحتى لا يقع في البلاد
من المحن والفتن مالا يعلم مداه إلا الله ، ولئلا تصاب البلاد في مقتل ،
ويقتل الناس بعضهم بعضاً ، ويتصادم أهل الخير وأهل الشر ، المدافعون عن
الأعراض ، والوالغون فيها ، لابد من وقفة صادقة من العلماء والدعاة وأهل
الخير والصلاح وجميع أولياء الأمور ، وقفة ضد التيار التغريبي الذي يريد
اجتياح ديارنا وبلادنا ، وإخراج أبنائنا وبناتنا من بوتقة الدين وحصانته
الشرعية ، وسياجه المتين ، إلى مستنقعات الفساد والرذيلة ، وأوحال الفاحشة
والجريمة ، يجب على كل مسلم غيور على دينه ووطنه وولاة أمره أن ينصح لهم ،
ويأمر من هم تحت ولايته بالتمسك بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم
، ويعض عليهما بالنواجذ ، ولا يتبع نعيق ناعق أو نهيق ناهق ، فيحيق بنا مكر
الله ، فوالله ليس بيننا وبين واسطة أو قرابة ، فليحذر الجميع من مغبة
الولوغ في براثن دعاة الشر والفساد ، دعاة الفاحشة والرذيلة ، وإليكم طرفاً
من الأدلة الدالة على ذلك :
عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ - وَهَذَا حَدِيثُ أَبِى بَكْرٍ - قَالَ أَوَّلُ
مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلاَةِ مَرْوَانُ
فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ الصَّلاَةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ . فَقَالَ
قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ . فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : أَمَّا هَذَا فَقَدْ
قَضَى مَا عَلَيْهِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
: " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ
أَضْعَفُ الإِيمَانِ " [ رواه مسلم ] .
وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
جَدِّهِ قَالَ : بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى
السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ ، وَالْمَنْشَطِ
وَالْمَكْرَهِ ، وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا ، وَعَلَى أَنْ لاَ نُنَازِعَ
الأَمْرَ أَهْلَهُ ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا لاَ
نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ " [ رواه البخاري ومسلم ] .
وَعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِىَّ صلى الله
عليه وسلم وَقَدْ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ : أَيُّ الْجِهَادِ
أَفْضَلُ قَالَ : " كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ " [ رواه
النسائي بسند صحيح ] .
وقد رأينا من علمائنا غفر الله لهم وحفظهم ، أنهم لا يخافون في الله لومة
لائم في قول كلمة الحق والصدع بها ، والنصيحة المتتالية لولاة الأمر في
منكر يرونه ، وكذلك حكامنا رعاهم الله ، في استماعهم للعلماء والإصغاء لهم
، وتحريم ما حرم الله ورسوله ، وهذا لو تعلمون فضل من الله على الناس عامة
، والولاة خاصة ، فهؤلاء العلماء أدوا ما أخذ الله عليهم من الميثاق من
بيان العلم وتوضيحه والنصيحة والدعوة إليه ، لأنهم يخافون على الأمة من
عذاب الله تعالى ، ولولاة الأمر أن يحمدوا الله تعالى على نعمة العلماء
الناصحين المخلصين ، وهاك ما يدل تعلى ذلك عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ
رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا
اسْتُخْلِفَ خَلِيفَةٌ إِلاَّ لَهُ بِطَانَتَانِ : بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ
بِالْخَيْرِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ
وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ ، وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ " [ رواه
البخاري ] .
فالمعصوم من الحكام من وقي بطانة الشر الخائنة التي تدعوه إلى نار جهنم من
خلال ما يملونه عليه من مخالفة كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه
وسلم ، وترك ما يمليه عليه علماء الشريعة من إخلاص وصدق ، فمن أطاع تلك
البطانة السيئة فقد وقع في الإثم والعدوان .
ومن أطاع بطانة الخير من علماء الأمة المخلصين فهو على خير عظيم ، وقد أدى
ما عليه لله تعالى من أداء الأمانة للأمة ، وتحكيم شريعة الله عز وجل ،
والعمل بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، واتخذ من العلماء بطانة له ، ومجلس
شورى ، فقد فاز فوزاً عظيماً .
وللصدع بكلمة الحق أجر عظيم ، فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضي الله
عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أَفْضَلُ
الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ أَوْ أَمِيرٍ جَائِرٍ
" [ رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجة وقال : الألباني : صحيح
لغيره ] .
وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ
اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْ عِنْدِهِ ثُمَّ
لَتَدْعُنَّهُ فَلاَ يَسْتَجِيبُ لَكُمْ " [ رواه أحمد ] .
وَعَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم يَقُولُ : " مَا مِنْ رَجُلٍ يَكُونُ فِي قَوْمٍ يُعْمَلُ
فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ فَلاَ
يُغَيِّرُوا إِلاَّ أَصَابَهُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ
يَمُوتُوا " [ رواه أبو داود ] .
وَعَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : " أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا
اهْتَدَيْتُمْ } ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ : " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا
عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ " [
رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة والنسائي ] .
وَعَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : " مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ
مِنْهُمْ وَأَمْنَعُ لاَ يُغَيِّرُونَ إِلاَّ عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ
" [ رواه ابن ماجة ] .
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يهدي ضال المسلمين ، وأن يردنا جميعاً إلى
دينه رداً جميلاً ، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال ، لا يهدي
لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيئها ، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ، اللهم ول
علينا خيرانا ، وجنبا شرارنا ، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد ، يؤمر فيه
بالمعروف ، وينهى فيه عن المنكر ، ويعز فيه أهل طاعتك ، ويهدى فيه أهل
المعصية ، اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، اللهم وفق ولاة أمرنا
لما تحب وترضى ، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى ، اللهم أرنا وإياهم الحق حقاً
وارزقنا اتباعه ، وأرنا وإياهم الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، برحمتك يا
أرحم الراحمين .
كتبه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام جامع البازعي بتبوك