هذه حلقة أُخرى من سلسلة السعادة والحقوق الزوجية ، وفيها نطرق موضوعاً من
الموضوعات التي يغفل عنها أو يتشدد فيها قليل جداً من الأزواج ، ألا وهي :
12- اختيار ملابس المرأة :
من حقوق الزوجة على زوجها أن يترك لها حرية اختيار ملابسها الخاصة بها لأن
هناك من الناس متحجر يمنع المرأة من شراء ملابسها الخاصة بها ، بل ربما
يمنعها من شراء الملابس الخاصة جداً ، فيذهب هو ويشتريها للمرأة ، وهذا من
الخطأ ، فإذا كانت المرأة متحشمة متسترة لابسة الجلباب والعباءة لا يبدو
منها شيء ، فليترك الزوج زوجته وهي بجانبه لتختار ما يناسبها من الملابس ،
فهي تعرف الجديد وما يلبسنه النساء عادة ، فلها نظرتها في ذلك ، ولها
رغبتها في بعض الملابس التي ربما يرغبها الزوج ، لكن هي لا ترغبها ، فهي
تعرف الموضة الموجودة بين النساء ، فلها الحرية في أن يُترك لها مثل هذا
الأمر ولا يتحجر الإنسان ويقـول : لا ، لا تذهب ، لا بد أن أشتري لها هذه
الملا بس ، فنقول لها : بل اترك لها الحرية ، كما أن لك الحرية في اختيار
ملابسك ، فاترك لهذه المرأة حريتها في اختيار ملا بسها ، اللهم إلا أن تكون
هذه الملابس ممنوعة شرعاً ، أو ممنوعة عرفاً عند الناس ، فهنا يجب الأخذ
على يدي المرأة وتمنع من مثل هذه الملابس ، وعلى سبيل المثال : الملابس
القصيرة أو الملابس الضيقة الشفافة ونحو ذلك ، وكذلك العباءات المحرمة :
كالمزركشة والفراشة والمطرزة والضيقة والشفافة ونحو ذلك ، فهذه تمنع منها
المرأة ، لأنها فتنة ، والمرأة ممنوعة من الفتنة ، لا تَفتِن ولا تُفتَن ،
فالذي ينبغي على الزوج أن يترك لزوجته حرية اختيار ملابسها .
13- المشاركة في الهموم والأحزان :
كذلك أيضاً من حقوق الزوجة على زوجها مشاركتها في الهموم ، فربما كانت هذه
الزوجة موظفة أو معلمة أو غير ذلك ، فتحصل لها بعض المضايقات في عملها ،
وأنا أقصد العمل النسائي البحت ، لا أقصد المختلط فهذا محرم لاشك فيه ، لكن
أقصد الأعمال النسائية مثل المعلمات أو المستشفيات الخاصة بالنساء ، فهناك
مستشفيات خاصة بالنساء لا يدخلها الرجال فنسأل الله عز وجل أيها الأخوة كما
جعل مستشفيات للرجال والنساء مختلطة ، أن يجعل هناك مستشفيات خاصة بالرجال
، وأخرى خاصة بالنساء ، وليس ذلك على الله ببعيد إذا دعونا الله عز وجل
بقلوب موقنة مخلصة .
فأقول أذا كانت هذه المرأة موظفة فلابد أن تكتنفها بعض الهموم ، بعض
المشاكل مع رئيستها في العمل أو مع زميلاتها أو مع أهلها أو مع أولادها ،
فهنا ينبغي للزوج أن يتدخل وييسر أمور هذه المرأة ، ويسهل لها ، ويبين لها
الطريق الصحيح القويم الذي تجتاز به هذه العقبات ، فالزوج والزوجة كلٌ سكن
للآخر ، فإذا رأى الزوجة مهمومة يشاركها في هذه الهموم ، ويزيل عنها هذه
الغموم وهذه المشكلات ، بطرق صحيحة سليمة .
14- الفرح والسرور :
من حقوق الزوجة على زوجها إدخال الفرح و السرور عليها ، وهناك وسائل كثيرة
في هذا الشأن منها :
الهدية ، تهادوا تحابوا : فالهدية لها موقع عظيم في القلب ، وتقرب النفوس
إلى بعضها ، وتزيل الشحناء والبغضاء ، لأن الهدية دليل المحبة .
الخروج في نزهة برية أو بحرية .
السفر إلى أحد الحرمين الشريفين أو كلاهما .
السفر بها إلى والديها لصلة الرحم .
إلى غير ذلك من وسائل إدخال الفرح والسرور إلى قلب الزوجة ، وكسب مودتها
ومحبتها ، لتعيش الأسرة في سعادة وهناء .