همسات لقادة الأندية القرائية الشبابية

وضاح بن هادي
@wadahhade

 
بسم الله الرحمن الرحيم

منذ أكثر من خمس سنوات تقريبا أضحينا نلمس تظاهرة شبابية فائقة الروعة؛ تتمثل في العناية والاحتفاء بالقراءة والكتاب، من خلال أندية القراءة الشبابية، سواء كانوا ذكورا أو إناثا ..
حتى أصبحت العين تبتهج برؤيتهم في الجامعات، والمقاهي، والأندية الأدبية، ومعارض الكتب، بل وأحيانا على شواطئ البحر ..

والتحدي الأكبر؛ حينما استطاعت هذه الأندية أن تحوّل القراءة من سمة نخبوية إلى ثقافة مجتمعية تحتضن الشباب قبل غيرهم ..

إلاّ أن غالب هذه الأندية أو التجمّعات القرائية قائمة على اجتهادات أفراد، وحماس أعضاء، يزيدون أحيانا، وينقصون أحيانا ..

ومن هنا كانت هذه الرسائل أو الهمسات السريعة لتلك القيادات الشابة، التي يقوم على عاتقها هذا المشروع والهمّ الأممي ..

• تُعدّ الأندية القرائية اليوم أحد المثبّتات التي تُعين الشباب للدخول أولا لعالم القراءة، ومن ثَمّ الديمومة وتطوير العلاقة مع القراءة والكتاب؛ وليس القراءة المجرّدة فحسب، بل القراءة التأملية الحوارية الناقدة، التي تدفع بالقارئ لمناقشة الكاتب أولا، ثم مناقشة المجموعة التي تلتقي على مائدة المعرفة الواعية ..

• نستطيع أن نقول : أننا عشْنا بدايات عرجاء لبعض هذه الأندية القرائية، التي لا تقوم على خبرة ومعرفة كافية، وإنما هي أقرب للهواية منها للدراية؛ مما طغى عليها الفوضوية والارتجالية أحيانا، وربما الانحراف عن الهدف والمسار التي قامت لأجله أحيانا؛ مما أفقدها كثير من الأعضاء، بل وكثير من الحيوية والمواكبة والتطوّر؛ كونها لا تقوم على رؤية وأهداف ومنهجية واضحة ..

• ومن هنا كان لزاما على تلك الأندية حتى تبقى في ديمومتها وأوجّها؛ أن تسعى للمأسسة، من حيث وضوح رؤيتها وأهدافها ومشاريعها القرائية، بل وجدولتها القرائية التي تقوم على خطة منهجية تتلاءم مع رؤيتها والشريحة المستفيدة ..

• للمجتمع وعموم أفراده حقٌ وحقٌ كبير على هذه الأندية، وليس فقط أن تنكفئ تلك المجموعات بأعدادها البسيطة على ذاتها، بل أن تُساهم بمشروعات طوعية تُحقّق لنا من خلالها مجتمعا فاعلا متفاعلا مع القراءة والكتاب ..

• بقدر ما تكون الدعوة إلى استثمار وسائل الإعلام والتواصل في نشر وبرامج وفعاليات هذه الأندية؛ إلا أنه على التوازي تأتي الدعوة بالبُعد عن الإصابة بداء الاستعراض والشكلانية والبهرجة الجوفاء ..

• لا تعارض بين أن تنطلق هذه الأندية من منطلق ذاتي يُعطيها حرية ومساحة كافية في التفكير والطرح والتجديد؛ وبين فتح جسور الشراكات المؤسسية المجتمعية، التي تمنح الأندية غطاءات أكثر متانة ووجاهة ووثوقية لدى القنوات والشخصيات الرسمية التي تتعامل معها ..

• وهذه دعوة ليست لقيادات الأندية القرائية الشبابية فحسب؛ بل هي دعوة كذلك لتلك المؤسسات الثقافية أن تمدّ يدها أولا لتبنّي تلك الأفكار الإبداعية، ومن ثَمّ توفير كافة أنواع الدعم؛ بعيدا عن وضع العراقيل والقيود والإجراءات الروتينية، التي تأخذ بهذه الأندية للتقهقر وربما التوقّف ..

• مما لا يخفى أن تأسيس أي ناد قرائي يقوم على مجموعة من الأسس :
1- قائد واعي، اجتماعي، صاحب همّة، وهمّ بالقراءة، يُتقن فن التواصل، ويُحسن إدارة الفرق الشبابية.
2- وضوح الفكرة والرؤية والرسالة والأهداف الذي قام من أجلها النادي.
3- فريق عمل متكامل، متفاهم، متجانس، مهتم بالقراءة، ذات مهام واضحة ومحدّدة.
4- أعضاء جادّين، وملتزمين، ومتجانسين، لا يقل عددهم عن 15 عضو.
5- مكان مُهيّأ يحتضن لقاءات النادي وأعضاءه.
6- ميزانية مالية تُساهم في ديمومة وتطوير مشاريع النادي.
7- جدولة زمنية واضحة ومحدّدة لجميع برامج ولقاءات النادي، خلال سنة أو نصف سنة على الأقل.
8- تنوّع وجاذبية وشمولية البرامج والمشاريع المقدّمة لأعضاء وجمهور النادي.
9- تطوير مستمر للبرامج والمشاريع المقدّمة لأعضاء وجمهور النادي.
10- قائمة من المستشارين يُستعان بهم في مجالات تخصصاتهم المتعددة، سواء في التخطيط، أو في التطوير، أو في الإدارة، أو حتى في اختيار الكتب التي تُوضع ضمن الخطة القرائية.

• ختاما : أضع بين يدي الأندية القرائية، قائمة بـ24 كتابا، هي بمثابة مقتَرح لخطة قرائية على مدى عامين كاملين؛ وإن كان مجال اختيار الكتب مجال واسع، يختلف باختلاف أعضاء النادي، ومستواهم المعرفي، ومجالات اهتماماتهم .. ونحو ذلك ..