اسم الكتاب : " من أفواه الرواة "
المؤلف : عبد الكريم بن صالح الطويان .
عدد صفحاته : 375
طباعته : عام 1410 هـ
عهدي بِهِ قبل خمسة عشرة سنة تقريباً ، حينما كنتُ في بريدة ، ما إن أمسكتُ
به حتى دخلتُ عالَماً عجيباً ، هو روضةٌ غنَّاء ، و جنةٌ ذاتُ هناءٍ ،
تابعتُ قراءته في جلستي تلك ، و كانت ظهراً لم أقف عنه ، و لم أنقطع ، حتى
هتفَ بي والدي ، طيَّب الله روحه شآبيبَ رحماته ، بالقيامِ لقضاءِ بعض
أعماله ، حاولتُ إرجاءَه ، وافقَ ، ظنَّاً منه أنني مُكْتَفٍ بيسيرِ وقتٍ
منه ، طالَ انتظاره كما طالت رحلتي ، لَم يسعه إلا أن أخذ الكتابَ مني ، و
وعدَ ابن أختُه بأنْ يُوفِّرَه لي حين أرجع ، غبتُ يوماً أو يومين ، كنَّاً
في القصيم مسافِرَيْن أصلاً ، رجعنا و كُلِّي شَوقٌ إلى الكتاب ، و قد كان
آدمُ ناسياً فنسيتْ ذريته ، حيث لما رجعتُ لقيتُ الكتابَ قد أُعيرَ و
العيرُ ليست في النفيرِ ، هنا نسيَ ابن العمةِ موعدته إياي .
رجعتُ إلى الرياضِ ، فطفقتُ بحثاً عن الكتابِ في سُوفِ الكُتُبِ ، لقيتُه و
الحمد لله ، أجَّلْتُ شراءَه لعدم توفُّرِ مالٍ لديَّ ساعتها ، حيثُ كنتُ
يائساً من وجوده ، عُدتُ أخرى لأشتريه و لكن يالفرحةٍ لَم تَتِمَّ ، قد
اختفى ، حقيقةً بدأت بضربِ أخماسٍ في أسداسٍ ، فلا أدري ما يجري ، مضتْ على
الحادثة قرابة السنوات العشر حتى لقيته في ذات المكتبة ، تملكته و اشتريته
.
" من أفواه الرواة " كتابٌ ممتعٌ جداً ، فيه الروايةُ التاريخيةُ ، فيه
اللطيفةُ الظريفة ، فيه الضالَّةُ المُعْجِبَةُ ، فيه خبرُ من كان ، فيه
عجائبُ و غرائب ، أصلُه مقالاتٍ كان كتبها المؤلفُ في جريدة الجزيرة في
زاوية تحملُ اسم الكتابِ ، كان للدكتور حسن الهُوَيْملُ أثرُه في الكتاب ،
قال عنه : ( قد جاءَ هذا الكتاب خليطاً من أفكار و تجارب شتى ، تفرقت في
رأي العين و لكنها اجتمعت في توجُّهِها الإرشادي ) .
قسَّم المؤلف كتابَه إلى فصولٍ ، و تحت كلِّ فصل مواضيعُ كثيرة ، كثرتها
تأخذُك إلى عالمٍ من روعةٍ المتعة القرائية ، فلا يَكترث القاريءُ ذو
النَّهْمةِ من طولٍ و كثرةٍ ، خاصةً إذا علِمَ أن سيكون حاظياً بمتعةِ
الوقت .
الفصل الأول : مِن عِبَرِ الحياةِ .
الفصل الثاني : خلف عقارب الزمن .
الفصل الثالث : اجتماعيات .
الفصل الرابع : ما لم يُدَوَّن من الشعر و القَصص الشعبي .
ليس ما ذكرته سِوى مفتاحٍ عن الكتابِ ، و وصفٍ له يسيرٍ ، لا يُغني شيئاً ،
و ليس ذلك ضِنَّةً في الكتابِ و بُخلاً ، بل هو ثَرُّ الموارد ، مليءُ
الدُّرَرِ ، و لكن أحتارُ حقيقةً فيما آتي و فيما أدَعُ منه ، و كُلُّه
يُؤتى بهِ .
المؤلف الأستاذ عبد الكريم صالح الطويان سطَّرَ شيئاً من سيرته ، و سيرته
طيبةٌ ممتعة ، من مواليد عام 1376هـ في بُريدة ، أخذ الليسانس من جامعة
الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم ، و الآن جامعة القصيم ، في تخصص
التاريخ ، تقلدَ عدة وظائف ، انتهى في طباعته للكتابِ مديراً للشؤون
الإدارية بكلية العلوم الاجتماعية في القصيم ، هذا مما كتبَه في كتابه ، لا
أعرف شيئاً عنه ، و أمنيتي معرفةُ المؤلف ، فمعرفة الرجال فَنٌّ و صَنعةٌ .
كتبتُ عن الكتابِ الآنَ بعد مرورِ هذه السنين لأنني لَمحتُه أمامي
فاستعرضتُ تاريخاً لي معه ، فكتبتُ عنه كشيءٍ من الوفاءِ لكتابٍ لا
أُساوِمُ عليه ، و لا أرغبُ عن الاحتفاءِ به ، و إشادة بالشكرِ لمؤلفه ، و
دلالةً لقاريءٍ أن يقفَ على الكتابِ .
عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق