|
أيها الأزواج .. رفقا بالقوارير (14)
التعدد في الحياة الزوجية .
أيها الزوج المبارك .. أيتها
الزوجة الوفية ..
مع اعتقادي الشديد أن بعض النساء يغضبن كثيرا من كلمة تعدد ، وربما مرضت
الواحدة منهن إذا قال لها زوجها سأتزوج عليك ، وقد تموت في بعض الأحيان إلا
أنني أقدر للنساء غيرتهن لكن على المرأة أن تعلم أن تعدد الزوجات ليست
مشكلة بحد ذاتها ، فلم نسمع في يوم من الأيام أن التعدد أصبح مشكلة خاصة
إذا روعيت فيه الأطر والضوابط الشرعية ، بل إن التعدد هو وسيلة ناجحة لحل
كثير من المشاكل الاجتماعية ، وهو قبل هذا وذاك أمر أباحه الله بنص القرآن
الكريم " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع " فلا عبرة بعد
ذلك بكلام الغوغاء وهذيان الحثالة السفهاء ، الذين يعقدون الندوات ويقيمون
المنتديات ، ويجعجعون في الصحف والقنوات لمحاربة فكرة " تعدد الزوجات ".
كم نسمع عن كثير من الأزواج الذين قدموا كثيرا من العهود والمواثيق الغليظة
لزوجاتهم على إن تزوجوا أن يوفوا بوعودهم وعهودهم من العدل والاحسان
والشفقة والاحترام ، لكنها الأيام تحكي واقعا ، فهذا زوج بعد ما حرم الله
زوجته الأولى من نعمة الإنجاب تزوج عليها وحق له أن يتزوج في إطار الضوابط
الشرعية في هذه القضية ، فتزوج عليها بعد ما عاهدها بالعهود والمواثيق
الغليظة ، على أن يعدل بينها وبين الزوجة الجديدة وأنها ستظل حبيبة القلب
وملكة الفؤاد ، ولكنه لم يف بعهوده ووعوده ، وخاصة بعد ما أنجب من الزوجة
الجديدة طفلا جميلا ، فنسي زوجته الأولى وأهملها وتغيرت معاملته لها ، فلم
تطق تلك الزوجة الوفية الصبر على ذلك فرحلت إلى بيت أهلها ثم جاءتها الصدمة
الرهيبة ، حين استلمت ورقة طلاقها فسقطت طريحة الفراش ، تعاني آلام المرض
النفسي قبل الجسدي ، ثم تداركها الله برحمته ففارقت هذه الدار ، ورحلت إلى
دار القرار وفي قلبها حسرات وآهات وزفرات .
نعم .. كثير من هذه القصص تطرق أبواب البيوت الزوجية ، وتكمن خلف وراء
جدران البيوت المستورة ، والكثير لا يشعر بالعواقب وما يُخبا ، إن أخوف ما
تخافه الزوجة إذا تزوج عليها زوجها ألا يعدل ، وأن يهضمها حقها وأن يتغير
معها ، نعم .. لربما كثير من النساء لا يتأففن من قضية التعدد ، لكن إذا
بدأت تحسب النتائج المريرة إذا بها تتراجع إلى الوراء وتحسب الحسابات
الكثيرة خشية وقوع شيء بعد التعدد .
إن عدم عدل الزوج المعدِّد بين زوجاته يرجع إلى
أسباب عدة من أهمها :
أولا : ضعف الوازع الديني في قلب الزوج ،
وعدم مراقبته لله تعالى ، فالله الله أيها الزوج لا تكن كذاك الزوج الظالم
الباغي على زوجته الأولى ، واحذر أن تأتي وشقك مائل يوم القيامة بسبب ظلمك
لها ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " من كانت له امرأتان ، فمال إلى
إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل " .
ثانيا : كون الزوجة الثانية ، أصغر سنا ، أو
أجمل شكلا ، من زوجته الأولى ، فيتعلق قلبه بها وينسى ويهمل الثانية .
ثالثا : قد يكون ميل الرجل للثانية بغير قصد
من الزوج لا إرادة ولا اختيار ، إنما بتأثير السحر وغيره من الأعمال
الشيطانية التي تفرق بين المرء وزوجه وكما قال الله " فيتعلمون منهما ما
يفرقون به بين المرء وزوجه " .
رابعا : إثارة الزوجة الأولى للمشاكل
والخلافات المستمرة ، بخلاف الزوجة الثانية فإنه قد لا يجد منها الزوج أية
مشكلة فيضطر إلى الزواج من امرأة أخرى .
خامسا : اعتقاد بعض الأزواج وتوهمهم أن
الثانية لا بد أن تكون أفضل من الأولى ، وهذا مفهوم خاطئ ، لا يمكن تعميمه
على كل حالات التعدد .
وأخيرا .. فإنه يمكن الجمع بين الحب والتعدد
إذا تخيلت الزوجة أنها الوحيدة في حياة زوجها ، وإذا تخيل الزوج أنه الوحيد
ما دام أنه عندها ، بمعنى أن نتخلص من الأنانية والظلم ، وليجرب المعددون
من الرجال والنساء هذا الأمر إن كان هناك معددون وسيجدون طعم الحياة بإذن
الله تعالى .