|
وللحقيقة فقط ..(4)
ومن سنن الله في إهلاك هذه الدولة ..
رابعا : الظلم .
لا يختلف اثنان على الحجم الهائل للظلم الذي أوقعته أمريكا على الدول والشعوب
والأفراد ، فهي إضافة إلى الظلم الذي تمارسه من خلال تدخلاتها وضغوطها السياسية
فإنها تضيف إلى ذلك استعمال قواها العسكرية .
إن ذكر مسلسل الظلم الأمريكي للبشرية يمتد عبر قرون وذلك منذ إنشائها ، ولعلي
أقف على ذكر شيء بسيط من ظلمها للشعوب والدول والأفراد عبر التسلسل الزمني .
1) أولا : الهنود
الحمر التدمير أسهل من التنصير وأقصد بهم السكان الأصليين ، فقد اتخذت معهم هذه
الدولة عدة وسائل منها :
أولا : في عام 1664 م صدر كتاب بعنوان [ العملاق
] للكاتب [ يورد جاك ] جاء فيه " إن إبادة الهنود الحمر والخلاص منهم أرخص
بكثير من أي محاولة لتنصيرهم أو تمدينهم ، فهم همج برابرة عراة وهذا يجعل
تمدينهم صعبا ، إن النصر عليهم أسهل ، أما تمدينهم فسوف يأخذ وقتا طويلا ، وأما
الإبادة فستختصر هذا الوقت ووسائل تحقيق الانتصار عليهم كثيرة : بالقوة ،
بالمفاجأة ، بالتجويع ، بحروق المحاصيل ، بتدمير القوارب والبيوت ، بتمزيق شباك
الصيد ، وفي المرحلة الأخيرة : المطاردة بالجياد السريعة والكلاب المدربة التي
تخيفهم لأنها تنهش أجسادهم العارية "
ثانيا : في عام 1730م ، أصدرت الجمعية التشريعية
( البرلمان ) لمن يسمون أنفسهم [ بالبروتستانت الأطهار ] أصدرت تشريعا يقنن
عملية الإبادة لمن تبقّى من الهنود بتقدير مكافأة مقدارها 40 جنيها مقابل كل
فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر و40 جنيها مقابل أسر واحد منهم ، وبعد 15سنة
ارتفعت المكافأة لتصل إلى 100 جنيها ، وبعد 20 سنة أصدرت قرارات منها : فروة
رأس ذكر عمره 12 سنة فما فوق يساوي : 100 جنيه ، أسير من الرجال يساوي 105 جنيه
، أسيرة من النساء أو طفل يساوي : 55 جنيها ، فروة رأس امرأة أو طفل يساوي : 50
جنيها .
ثالثا : في عام 1763م ، أمر القائد الأمريكي
البريطاني الأصل ( جفري آهرست ) برمي بطانيات كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري
في أماكن تجمعات الهنود الحمر ، لنقل مرض الجدري إليهم بهدف نشر المرض بينهم ،
مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت مئات الآلاف منهم ، وبعد عقود
قليلة انتهى موت السكان الأصليين في القارة الأمريكية إلى ما يشبه الفناء بعد
الإبادة المنظمة لهم على أيدي المبشرين بالمحبة والسلام للبشرية جمعا .
2) ثانيا : بالرغم من أن الحرب العالمية الثانية
أفقدت العالم ما لا يقل عن خمسين مليونا من البشر فإن خسارة الأمريكيين وحدهم
خمسة آلاف جندي فقط ، بعد الهجمات اليابانية بطائرات [ الكاميكازا ] على ميناء
[ هاربر ] الأمريكي عام 1945 م ، مما أفقدت الأمريكيين عقولهم ، فلأول مرة يخسر
الشعب الأمريكي هذا الكم الهائل من الدماء في معركة واحدة ، فكان لا بد أن يكون
الرد حقدا يصب على رؤوس اليابانيين المدنيين منهم قبل العسكريين ، فمقابل موت
خمسة آلاف جندي أمريكي أمر القائد الجنرال ( جورج مارشال ) رئيس الأركان
الأمريكي آنذاك بتنفيذ عمليات قصف تدمير واسعة النطاق للمدن اليابانية الكثيفة
السكان ، فتم إطلاق ( 334 ) طائرة أمريكية لإلقاء القانبل الحارقة لتدمير ما
مساحته 16 ميلا مربعا ، وقتل في ساعات قليلة 100 ألف شخص ، وتشرد مليونين من
السكان اليابانيين ، في عمليات جحيم شملت طوكيو العاصمة و64 مدينة يابانية أخرى
، ثم ختم ذلك المشهد الدموي بمشهد آخر أكثر دموية لم يكن للبشرية به عهد قبل
مجيء العهد الأمريكي فقد أقدم الأمريكيون في استعمال أسلحة الدمار الشامل ، وقد
كانوا أسبق البشر لاستعماله عندما أسقطوا قنبلتين نوويتين فوق مدينتي [
هيروشيما وناجازاكي ] حصدت في أقل من دقيقية ما يقارب 160 ألف ياباني من
المدنيين والعسكريين .
3) ثالثا : بعد انتهاء الحرب الثانية وقعت أزمة بين أمريكا وكوريا
الشمالية بسبب خوف الأمريكيين من انتشار النفوذ السوفييتي في جنوب شرق آسيا ،
فتدخل الأمريكيون في تلك الأزمة وعزلوا الحكومة الشعبية في كوريا وأوغروا
البلاد في حروب طاحنة أشاعت نارا ودمارا وخربا يقول الكاتب [ ناعوم تشومسكي ]
واصفا نتائج تلك الحرب " أشعلنا حربا ضروسا سقط خلالها 100 ألف قتيل ، وفي
إقليم واحد صغير سقط ما يقارب 30 ألف إلى 40 ألف قتيل " .
وللحقيقة فقط ..(6)