|
أيها الأزواج .. رفقا بالقوارير (11)
صور للصدود العاطفي تجاه الزوجة ..
عزيزي
الزوج ..
إن أصعب شيء تواجهه الزوجة من زوجها ، وهو الشيء الذي يحطمها ويغتال
مشاعرها ويجرح أنوثتها ويخدش كبريائها ويئد حبها وينكأ جراحها ويشعرها
بالتضاؤل والانهيار ويحسسها بالتلاشي والاحتراق ويفجر في وجدانها براكين
الألم ويزلزل أعماقها ويهز وجدانها ، الصدود العاطفي ، وقد تقول ما الصدود
العاطفي ؟ إنها حين تأتي إليك تحمل قلبها فوق كفيها ، مفعما بالحب ، معطرا
بأريج الوداد ، تلفه مشاعرها السامية ، وتحتويه أحاسيسها المرهفة المتدفقة
وتحيط به آمالها وأحلامها وأمانيها ، تأتي لتقدمه إليك ، ولا تريد منك أن
ترده إليها مرة أخرى بل تريد منك أن تحتويه ، وتحفر له مكانا آمنا بين
ضلوعك ، ثم تسكنه في داخل وجدانك ، ثم تحيطه برعايتك وعنايتك ، وترويه بحبك
وحنانك ، وتسقيه بعطفك وودادك لكنك وللأسف الشديد وقد حطمت أحلامها ، وذبحت
آمالها أمام عينيها ، وأدرت لها ظهرك ووليت عنها خارجا ، وتركتها تقتات
الحسرات ، وتذرف من عينيها العبرات الساخنات لقد تركتها مذبوحة بخنجر
الصدود ، مقتولة بسيف الإعراض والجمود ، نعم .. إنك بتصرفك هذا ، تقتلها
أبشع قتلة ، وتجرح كبرياءها ، وتئد كل معنى جميل في نفسها وتدفن إلى الأبد
مشاعرها الرقيقة ، فليتك حطمت جسدها عوضا عن أن تحطم روحها ؟ إن ذلك والله
أهون عليها ، فلماذا النفور وأنت تحتاج إلى الوداد ؟ ولماذا كل هذا الصدود
والعناد ؟ لماذا تغتال الحب الذي أنت في حقيقة الأمر محتاج إليه ؟ إن من
الصور للصدود العاطفي لدى كثير من الأزواج تجاه زوجاتهم :
أن يناديها بغير اسمها ، كقول بعض الأزواج : يا هيه ، يا ولد ، يالي في
الغرفة ، يا كذا أو يا امرأة أو أن يناديها بصراخ وصخب ورفع صوت غير مبال
بنفسيتها ومشاعرها ونحو ذلك من الكلمات الجارحة ..
ومن الصدود أيضا : كثرة خروج الزوج وغيابه عن
البيت ، لفترات طويلة ، والبذاذة في الملبس فليس هناك تنظف ولا تطيب ولا
زينة ولا هيئة جميلة .
ومن الصور: عدم الاحترام والتوقير ، والذي قد
يصل للعناد والتسرع وربما للسباب واللعان وتقاذف كلمات التنقص والازدراء
تجاه الزوجة ، فمرة بسبب الراتب ، ومرة بسبب الأولاد ومرة بسبب الأهل ،
والمشكلة الحقيقية هي غياب المودة وبرود المشاعر والتقصير في أداء الوجبات
والحقوق .
ومن الصدود أيضا : الأنانية وحب الذات
والتمسك بالرأي الآخر ، فليس هناك تنازلات من الزوج لزوجته من أجل بقاء
المودة والعطف والمحبة ، وربما وصل الأمر إلى اتهامها بأنها السبب في إحداث
المشاكل والخلافات الزوجية والله المستعان ..
أيها الأزواج .. رفقا
بالقوارير (13)