|
تظهر في آخر الزمان أيها الأحبة شرور
ومساوي كثيرة جدا ، وردت بها السنة النبوية ، وقد جمعها العلماء في كتب أشراط
الساعة ، وسأحاول الوقوف على بعضها لا كلها ، ومن تلك الأمور التي ستكون في آخر
الزمان ما يلي :
1. فشو الجهل وقلة العلم
، وقد بدأ النقص في العلم من بعد ما أكمل الله الدين وأتم النعمة ، وانتقل رسول
الهدي صلى الله عليه وسلم إلى ربه عز وجل ، ولا يزال ينقص العلم حتى يُرفع
بالكلية ، كما ثبت في حديث أبي حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه ، قال ، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم " يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يُدرى ما
صيام ولا صلاة ولا صدقة ، ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية
، وتبقى طائفة من الناس الشيخ والكبير والعجوز يقولون : أدركنا آباءنا على هذه
الكلمة ، لا إله إلا الله ، فنحن نقولها " [ حديث صححه الإمام الألباني ] هذا
بالنسبة للقرآن الكريم ، أما سنة النبي صلى الله عليه وسلم فإنها تُرد ولا تُقبل
كما جاء في الحديث الذي رواه أبو رافع رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : " لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه أمري مما أمرت به أو نهيت
عنه ، فيقول : لا أدري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه " [ رواه الإمام أحمد ]
والذي ينظر في حال كثير من الناس يجد أنهم فعلا بدؤا يجهلون أساسيات الدين وما هو
معلوم بالضرورة ، ولا علّ هذا الأمر يرجع إلى أسباب من أهمها :
1. موت العلماء
، فقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم " إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض
العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فسُئلوا
فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا " [ رواه مسلم ]
2. الحرب ضد تعلم الدين
، وسياسة تجهل الشعوب بالإسلام تحت ستار محاربة الإرهاب ، ومن مظاهر ذلك : تغيير
المناهج ومحاولة تقليص مواد الدين ، وقفل المعاهد والمدارس الشرعية ، ومضايقة أهل
السنة ودعم أهل البدعة ، ونحو ذلك مما يُساهم في إبعاد الناس عن العلم الشرعي وقد
أخبر بهذا الحدث من لا ينطق عن الهوى ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال " سيلي أمورَكم بعدي رجال يُطفئون السنة ، وبعملون
بالبدعة ، ويؤخرون الصلاة عن وقتها ، فقلت : يا رسول الله ، إن أدركتهم فكيف أفعل
؟ قال : تسألني يا ابن أم كيف تفعل ؟ لا طاعة لمن عصى الله " [ حديث صححه الإمام
الألباني ]
2 . فشو الزنى وكثرته
، حتى أصبحت تجارة البِغاء تشكل ربحا هائلا وموردا ضخما من موارد المال في بعض
بلدان المسلمين والله المستعان ، وقد هيأ المجرمون وسائله ودواعيه حتى أصبح أسهل
مما يُتصور كما ثبت في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده ، لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل
على المرأة فيفترشها في الطريق ، فيكون خيارهم يومئذ من يقول : لو واريتها خلف
هذا الحائط " [حديث صححه الألباني ] وفي الحديث الآخر عن النواس بن سمعان رضي
الله عنه قال : " ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم
الساعة "[ رواه مسلم ] وفي الحديث الثالث حديث بن عمر ورضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطرق تسافد الحمير
، قلت : إن ذلك لكائن ؟ قال: نعم ليكونن " [ حديث صححه الإمام الألباني ]
3. ظهور المعازف والغنى واستحلالها
، وهذه العلامة وقعت في العصور السابقة ،
وهي في هذا العصر أشد انتشارا وتنوعا ، وقد استهان بحرمتها كثير من الناس ، بل
ممن ينتسبون من أهل العلم ، فكم نسمع في القنوات ممن يجيز هذا الأمر ولا حول ولا
قوة إلا بالله ، وقد ازداد هذا البلاء حتى تجاوز مرحلة الاستماع والاستمتاع إلى
مرحلة التقنين والتقعيد ، والتخطيط والتنظيم ، وجلب الخبراء وفتح المعاهد ،
وصياغة المناهج حتى أصبحت فنا يدرّس وعملا يمارس ، فأي ظهور بعد هذا الظهور
4. استحلال الخمر
وكثرة شربها وتداولها بين الناس ، والناظر
خارج هذه البلاد يجد أن الخمر أصبحت مألوفا يقدم مع الطعام ، ويوزع في الفنادق ،
وهو نديم المسافر في رحلاته ، ورفيق الضال في سهراته وخلواته ، ومما يلحق بالخمر
: المخدرات بجميع أنواعها التي ابتليت البشرية فأصبحت شبحا يهدد أمن الدول وحياة
الأفراد ، ويدل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام " ليكونن من أمتي قوم يستحلون
الحر والحرير والخمر والمعازف .." [ رواه البخاري ].
5. الاستخفاف بالدم أو بمعنى آخر ( كثرة
القتل ) وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث " بادروا بالأعمال خصالا ستا
.. الحديث وذكر منها: واستخفافا بالدم " [ حديث صححه الألباني ] وقد استخف الناس
اليوم بالدم عندما مكنوا المجرمين من قيادة الأمم ، حيث أشعلوا الحروب الطاحنة في
كل مكان ، ولعل كثرة القتل في آخر الزمان يرجع إلى أسباب عدة منها:
1. الأشر والبطر والتكاثر
، والتناجش في الدنيا ، والتحاسد والتباغض
إلى درجة القتل ، قال أبو هريرة رضي الله عنه " سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : سيصيب أمتي داء الأمم ، فقالوا يا رسول الله : وما داء الأمم ؟ قال :
الأشر والبطر ، والتكاثر والتناجش في الدنيا ، والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي
"[ حديث صححه الألباني ] .
2. غياب العقول وضعفها
، كما ثبت في حديث أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن
بين يدي الساعة الهرج .. الحديث وفيه : حتى يقتل الجار جاره ، ويقتل أخاه ، ويقتل
عمه ، ويقتل بن عمه ، قالوا : ومعنا عقولنا يومئذ ؟ قال : إنه لينزع عقول أهل ذلك
ويخلف لهم هباء من الناس ، يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء "[ حديث صححه
الألباني ]
6. ومن شرور آخر الزمان
، ما جاء في حديث طارق بن شهاب رضي الله
عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة
، وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة ، وقطع الأرحام ، وشهادة الزور
، وكتمان شهادة الحق ، وظهور القلم " [ حديث صححه الألباني ] .
7. ومنها أيضا ،
ما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي
مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا " [ رواه مسلم ]
8. ومن الشرور أيضا
ما ورد في حديث ثوبان رضي الله عنه ، قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ... ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من
أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان " [ رواه الترمذي ] .
9. ومن الفتن والشرور أيضا
، ما رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "
لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس لكع بن لكع " [ .......] والكع هو : دري
الحسب والنسب ، والذي لا يعرف له أصل ولا يحمد على خلق ، وما رواه أبو هريرة رضي
الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سيأتي على الناس سنوات خداعة
، يصدّق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها
الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ، قيل وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في
أمر العامة " [ حديث صححه الألباني ] والرويبضة هو : الرجل التافه كما فسره
الحديث
10. ما أخرجه الإمام الألباني في السلسلة
الصحيحة " إن من شرار أمتي الذين غذوا
بالنعيم ، الذين يطلبون ألوان الطعام وألوان الثياب ، يتشدقون بالكلام " [ حديث
صحيح ] ، ولقد بلغت الأمة اليوم حد الترف وأوج الرفاهية في كل مجال الحياة ، حتى
أصبح الوضع ينذر بالخطر ، ومن مظاهر الترف على سبيل المثال :
أ. زخرفة المساجد والبيوت ، كما ثبت بذلك الخبر في حديث أنس رضي الله عنه قال ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد
" وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا
تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتا يوشونها وشيء المراحيل " [ حديث صححه الألباني
]