هذه المقالة مستلة من ورقة ألقيت في منتدى الأستاذ معتوق شلبي رحمه
الله ! ، وقد أضفت إليها بعض التفصيل ، توضيحاً لغير المتخصصين :
الأنظمة جمع نظام ، والنظام - في المعنى
الاصطلاحي في المملكة – فرع عن التنظيم ، الذي يراد به : سن ولي الأمر
نفسِه أو من ينيبه أو من خلال السلطة التنظيمية ، لما تقتضيه المصلحة
الشرعية من مسائل موضوعية أو إجرائية ، مما لا يعارض الشريعة .
والنظام بهذا المعنى ، هو : ما يسنه ولي الأمر ابتغاء للمصلحة الشرعية
العامة ، مما لا يعارض الشريعة ، وفق آلية معينة .
ولمَّا كانت التنظيمات والأنظمة في المملكة العربية السعودية مندرجة في
المعنى الشرعي ، وداخلة في جملة الفقه الإسلامي ، وفي السياسة الشرعية
بوجه خاص ؛ فقد كان لعلمائنا الكبار – ولا سيما الذين عايشوا بداية
التنظيم - مشاركة واضحة في إقرارها وتأييدها ، وهو ما يتضح في صور
عديدة ، منها :
1) مراجعة ما يحال إليهم من مشاريع الأنظمة ،
والمساهمة في سنّ الأنظمة من خلال دراستهم لتلك المشاريع . بل
لقد مارسوا القراءة الدستورية للأنظمة ، ولم أقف على أيّ اعتراض من
أحدٍ منهم على مبدأ سنّ الأنظمة .
ولذلك شواهد تطبيقية ، سأقتصر على ذكر شاهد واحد منها . وهو ما ورد في
دراسة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ، رئيس القضاة في حينه ، وأول
مفتي عام للملكة العربية السعودية ، لنظام ( لعله مشروع نظام آنذاك )
توزيع الأراضي البور المحال إليه للدراسة :