ثمة مغالطة أخرى يرددها خصوم الشريعة وخصوم علماء الشريعة كثيرا ،
ويتبعهم في ترديدها بعض الخيرين المستقيمين وغيرهم من ذوي النوايا
الحسنة ؛ وهي : أن علماء الشريعة عاجزون عن إيجاد البدائل !
وحتى أكشف عن جانب المغالطة في هذا السؤال أطرح سؤالاً ، هو :
هل واجب علماء الشريعة إيجاد البدائل أو بيان حكم البدائل ؟
وبعبارة أخرى :
هل طرح البدائل والخيارات الممكنة ، في المسائل الهندسية أو الطبية أو
الاقتصادية أو غيرها من المجالات التخصصية - هل هو واجب العلماء
والخبراء المتخصصين في هذه العلوم أو هو واجب العلماء المتخصصين في علم
الكتاب والسنة و بيان الحلال والحرام ؟
والحقيقة أن إيجاد البدائل هو من واجب أصحاب الفن الذي وجِدت فيه
الصورة الممنوعة ، فعليهم أن يبحثوا عن البدائل والخيارات ويقدموها
لأهل العلم الشرعي ويوضحوها لهم ، ليبينوا الحكم الشرعي فيها .
وأضرب مثلا يوضح ذلك :
قُدِّم سؤال إلى المجمع الفقهي بمكة المكرمة عن حكم الإنجاب بواسطة ما
يعرف بطفل الأنابيب ؟ فطلب المجمع الفقهي توضيح المسألة من المختصين من
الأطباء فقدّم الأطباء وصفا دقيقا لحالات طفل الأنابيب وطرقه ، ومن ثم
درسها المجمع من الناحية الشرعية فأجاز ثلاث صور منها بضوابط شرعية
معينة ، ومنع الحالات الأخرى .
سعد بن مطر العتيبي