تسمية فاحشة إتيان
الذكران بـ ( اللواط ) نسبة إلى ماذا ؟
د. سعد بن مطر العتيبي
السؤال :
اشتُهر تسمية فاحشة إتيان الذكران باسم ( اللواط ) حتى عند العلماء - رحمهم
الله - في كتبهم ، فهل هذا نسبة إلى نبي الله لوط عليه السلام ؟ وإذا كان كذلك
ألا ينبغي تنزيه نبي الله لوط عن هذه التسمية؟
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
لفظ (اللواط ) يُعبِّر به كثير من العلماء وعامة الناس عن عمل قوم لوط ، تلك
الفاحشة التي تعرف اليوم بالشذوذ الجنسي بين الذكور( المثليين ) .
وقد اختُلِف في أصل اشتقاق هذا الاسم ( اللواط ) ، هل هو اشتقاق من المعاني
اللغوية للفظة ( لَوَطَ ) التي منها : الحب والإلصاق والإلزاق ، وهي من المعاني
الموجودة في هذه الفاحشة ؛ أو هو مشتق من اسم نبي الله لوط عليه السلام ، نسبة
إلى نهيه قومَه عن فعل هذه الفاحشة ؛ وهو أسلوب عربي يُنسب فيه الفعل إلى غير
فاعله لملحظٍ مّا ، وله في الاستعمال العلمي نظائر ، منها : إطلاق لفظ (
الإسرائليات ) على مرويات بني إسرائيل التي منها ما قد لا يصح ، ومعلوم أنَّ
نبي الله إسرائيل الذي هو يعقوب عليه السلام بريء من تحريفات بني إسرائيل
ومروياتها الباطلة ، وإطلاق ( القدرية ) على مذهب نفاة القدر .
وقد بحث هذه المسألة بحثا قيماً الشيخ العلامة الدكتور / بكر بن عبد الله أبو
زيد عظّم الله مثوبته وذلك في كتابه النفيس : معجم المناهي اللفظية ، وختم بحثه
فيه بخلاصة جليلة هذا نصها :
" تبيّن لي بعد استشارة واستخارة ، أن َّ جميع ما قيدته من استدلال استظهرته لا
يخلو من حمية للعلماء الذين تتابعوا على ذلك [ يعني التعبير بلفظ ( اللواط ) عن
عمل قوم لوط ] ، والحمية لنبي الله لوط – عليه السلام – وهو معصوم ، أولى وأحرى
، والله سبحانه وتعالى يقول : ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) ، فكيف ننسب هذه
الفعلة الشنعاء : ( الفاحشة ) إلى نبي الله لوط – عليه السلام – ولو باعتباره
ناهياً ، ولو كان لا يخطر ببال مسلم أدنى إساءة إلى لوط عليه السلام ؟
ولعلك تجد من آثار هذه النسبة أنَّك لا تجد في الأعلام من اسمه لوط إلا على
ندرة ، فهذا ' سير أعلام النبلاء ' ليس فيه من اسمه لوط ، سوى واحد : أبو مخنف
لوط بن يحيى . هذا جميعه أقوله بحثاً لا قطعاً ، فليحرره من كان لديه فضل علم
زائد على ما ذكر ؛ ليتضح الحق بدليله ، والله المستعان " : (479-480 ، كلمة :
اللواط ) .
وعلى كل حال فالسلامة في هذه المسألة : الاقتصار على وصف رسول الله صلى الله
عليه وسلم لهذه الفاحشة في قوله : ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا
الفاعل والمفعول به ) رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم
واحتج به وصححه غير واحد من أهل العلم . والله تعالى أعلم .