الاستماع للموسيقى
، والبدائل الإسلامية والفرق بين العازف والمستمع
د. سعد بن مطر العتيبي
السؤال :
سؤالي يا فضيلة الدكتور : ما حكم الاستماع الى الأغاني
بوجه عام ؟ وهل هناك فرق في الحكم بين من يستمع للأغنية و بين من يستمع
للموسيقى بما يسمى الموسيقى التصويرية أو ( المؤثرات الصوتية التي تظهر في
مقدمات برامج التلفزيون أو بين فقرات البرنامج؟ بمعني أن الأول يستمع لأغنية و
الآخر سمع الموسيقى التصويرية أثناء مشاهدته لبرنامج معين لكنه لم ينصت الى
الموسيقى ولم يغلق صوت التلفاز .
وتبعا لسؤالي يا فضيلة الشيخ ففي بعض برامج القنوات الإسلامية يضعون بديلا
للموسيقى بمؤثرات صوتية دون معازف من خلال أجهزة الصوت المتطورة لكن من يستمع
اليها لا يفرق بين صوتها و صوت الموسيقى فهل تعتبر من الموسيقى المحرمة ؟
وهل هناك فرق في التحريم و العقوبة بين من يستمع الى الأغاني و بين من يعزف
الموسيقى بنفسه ..؟
جزاك الله خير و أحسن إليك ..
الجــواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !
أما الأغاني من غير آلات طرب ومزامير ، فينظر إلى فحواها ومضمونها فإن كان
مشروعا فلا حرج فيها ، ومنه الحداء في السفر ، وأما إن كان ممنوعا كالتشبب
والتغزل وما فيه إثارة فلا يجوز .
وأما حكم الاستماع للموسيقى بوجه عام فأحيلكم فيه إلى ما كتبته قبل بضع سنوات
جوابا على سؤال لبعض العاملين في إحدى الإذاعات الإسلامية في جامعة غربية ، وقد
تحدثت فيه عن البدائل وعن الفرق بين السماع والاستماع :
http://www.saaid.net/Doat/otibi/21.htm
وأما المؤثرات التي تستخدم في الإذاعات والقنوات الإسلامية ، فهي في الغالب من
أنواع البدائل الجائزة ، ما لم تتوافق في الإيقاع مع آلات الطرب فتأخذ حكمها .
فهناك مثلا آلات إلكترونية تصدر أصواتا بإيقاع الدف تماما ، فهذه يجوز
استعمالها في الحالات التي يجوز فيها استعمال الدف كالأعراس والأعياد الإسلامية
، وإن لم تكن آلة الدف المعهودة . وأما ما كان إيقاعه إيقاع آلات موسيقية فحكمه
حكمها .
وهناك عشرات الآلاف من الإيقاعات بين هذا وذاك ، فما لم يكن داخلا منها في معنى
المعازف فلا حرج فيه إن شاء الله تعالى ، مع أنه ينبغي التورع عما كان محل
اشتباه .
وأما العازف للموسيقى وما في حكمها من المعازف ، فهو مرتكب لعدة مخالفات منها
العزف والسماع والإسماع في الغالب ، مع ما ينفقه من وقت في تعلم العزف والتدرب
على ما يستجد من فنونه ، وما يبذله في سبيل ذلك من مال في شراء آلاته ، وما
يتكسب به منها من كسب محرم .
والله تعالى أعلم .