|
من علامة سعادة العبد في الدنيا والآخرة أن يؤثر مراد الله – تعالى - ، ويسعى
لطاعته ورضاه فإذا آثر العبد الآخرة على الدنيا ، وكان من أهل الآخرة يطلبها
طلباً حثيثاً ويبذل فيها نفائس أنفاسه وزهرة حياته كل يوم يزيده قُرباً ، وكلما
ازداد قُرباً ازداد حُباً ، وكلما ازداد حُباً ازداد زُهدا ً، يومه خير من أمسه
، وغدُهُ أفضل من يومه ، فهو دائم الفكر في الآخرة مشغول بما يقربه ويؤدبه
ويهذبه فإذا رآه الله - عز وجل - مؤثراً لمراده محباً لما يحبه ويرضاه مبغضاً
لما يبغضه ويأباه عطف عليه ربه ورباه أفضل مما يربي الوالد الشفيق ولده الوحيد
، فيصرف عنه السوء والفحشاء ، كما قال تعالى في حق يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة
والسلام : ((كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ
عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ)) .
وييسر الله - عز وجل - له أسباب الهداية كما قال تعالى: ((وَيَزِيدُ اللهُ
الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى)) , وقال تعالى: ((وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا
زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)).
فإذا أقبل العبد بقلبه على الله - عز وجل - أقبلت عليه وفود الخيرات من كل جانب
، وإذا أعرض عن مولاه واتبع هواه ، أقبلت عليه سحائب البلاء والشر من كل جانب .
والعبد في طريقه إلى مولاه يحتاج دائماً إلى التذكير بالآخرة، ومعرفة شرف
الطاعات وفضائلها، وقبح المعاصي ومثالبها، قال تعالى: ((وَذَكِّرْ فَإِنَّ
الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ)) .
هذا من جميل ما قرأتُ لفضيلة الشيخ أحمد فريد – حفظه الله تعالى –
في مقدمة كتاب البحر الرائق في الزهد والرقائق
أبو خلاد ناصر بن سعيد السيف
19 رجب 1432 هـ
https://twitter.com/Nabukhallad