|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا يوافي نعمه و يدفع عنا نقمه ، و الصلاة والسلام على إمام
المرسلين محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم - نبي الرحمة و الملحمة ، و
بعد :
لا يحسب أي مسلم عاقل أن الغرب ، و من يواليهم من الروافض ، و أمثالهم يقرروا
أو يدعموا أي قرار فيه مصلحة حقيقية للأمة الإسلامية على مر التاريخ و الأزمان
، و من يعتقد بما يخالف ذلك فليأتنا بدليل ملموس يخالف الواقع ، و ما أعتقده و
أقوله و ابرهن عليه في هذا المقال .
و الشاهد على ذلك أن جميع القرارات الدولية التي تخص فلسطين و العراق و
أفغانستان و الشيشان و سورية و القرارات التي تخص المسلمين كأقلية في روسيا
والصين و الفلبين و الفيتنام و أفريقيا الوسطى و غيرهم لا تراع حقوق المسلمين
أو تدافع عنا بشكل مطلق .
فهاهم يجعلون من التنظيمات الإسلامية ورجالات الأمة الذين يدافعون عن
أمتهم ، ودينهم و مصالحهم و حقهم بالحياة ، و العيش بالطريقة التي توافق دينهم
الحنيف تنظيمات إرهابية مع عدم وجود أي تنظيم شيعي رافضي على لائحة الإرهاب على
الرغم من كل الدماء التي سفكوها و الخراب الذي نشروه في كل منطقة حلوا بها بشكل
مادي ، أو معنوي ، و بشكل مباشر او غير مباشر .
و ليس العجيب فيما قلت فقط ! بل العجب أن كثيرا من قادة العرب و المسلمين
يبارك و يشارك الغرب ، و الشيعة في تحطيم الأمة الإسلامية و تحطيم قياداتها و
رجالاتها بل نراهم في كثير من الأحيان أشد علينا من حقد الغرب و الشيعة و
مخططاتهم .
فما هي الجذور العقدية الكامنة وراء هذه القرارات ، و التي لا تخرج إلا من شخص
تسيطر عليه قوة فكرية عليا تتمثل في قوة العقيدة الدينية المتأصلة في قلوب ، و
مشاعر الغرب و من يواليهم ؟ .
حتى نفهم هذه الجذور لا بد من استعراض بعض النصوص الدينية لدى الغرب و من
يواليهم من نصارى و يهود و روافض ، و التي تعتبر المحرك الأساسي في أعمالهم و
تحركاتهم و قراراتهم .
و فيما يلي نماذج من هذه النصوص و الفتاوى الدينية ، و التي تقف وراء أي قرار
دولي يخص الأمة الإسلامية و قضاياها و مصالحها العليا ، فما من فتنة أو بلية
إلا كان محركها هذه النصوص ، و تلك الفتاوى ، وأمثالها بشكل مباشر أو غير
مباشر .
ففي كتب اليهود و النصارى كثير من النصوص على توصي باستعمال القسوة في التعامل
مع الآخرين ، و عدم استعمال الرحمة ، أو الرفق ، مما سينتج عنه بالضرورة
الاعتداء على الحرمات من الدم ، والعرض و المال .
أوردت أسفار التوراة ما نصه : ( و أخرج الشعب الذي فيها وضعهم تحت مناشير و
نوارج حديد و فؤوس حديد ، و أمرهم في أتون الآجر ، و كهذا اصنع بجميع مدن بني
عمون ) .[1]
و في نص آخر يدعوا إلى قتل كل مخالف لهم بالدين مهما كان سنه أو جنسه ،ما نصه :
( الشيخ والشاب والعذراء و الطفل و النساء اقتلوا للهلاك ......... ) .[2]
و في نص آخر يطالبهم بحرق جميع المدن ، و الحصون .
فقال : ( احرقوا جميع مدنهم بمساكنهم ، و جميع حصونهم بالنار ...... ) .[3]
لذلك نرى الغرب ، و من ينتهج نهجهم ، و سياساتهم يحرقون المدن ، والمساكن على
رؤوس ساكنيها من دون أي رحمة أو رأفة .
و في نص آخر من نصوصهم الدينية ، و الذي يظهر حقدهم على كل ما هو حي من الرجال
و النساء و الأطفال و الشيوخ ، بل حتى الحيوانات المفيدة للسكان المساكين
كالبقر و الحمير ، و أمثالهم .
فجاء في يشوع ما نصه : ( و حرّموا كل ما في المدينة من رجل ، و امرأة من طفل ،
و شيخ حتى البقر ، و الغنم ، و الحمير بحد السيف ) .[4]
و انظر إلى نص آخر ، و الذي يبين مدى دمويتهم ، و حقدهم علينا ، و على أطفالنا
حتى أنهم يريدون تحطيم أطفالنا أمام أعيننا ، ونهب بيوتنا ، و الاعتداء على
أعراضنا .
جاء في أشياء ما نصه : ( و تحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم و تفضح
نسائهم ) .[5]
و في نص آخر يمتدح من يمسك الأطفال ، و يحطمهم بالصخر .
جاء في المزامير ما نصه : ( طوبى لمن يمسك أطفالهم و يضرب بهم الصخرة ) .[6]
فيما سلف أورد مختارات من النصوص الدينية التي تبين عقيدة القوم ، و ما بها من
حقد و شر علينا ، و على أطفالنا و شيوخنا و نسائنا وكل ما يمت بصلة إلينا ، فقد
هدروا دمنا ، و تمنوا إبادتنا ، و شجعوا على استحلال سرقة أموالنا ، و النصب
علينا ، لأنهم يعتبرون من لا ينتمي إليهم شياطين و كلابا و خنازير و حميرا .[7]
هذا عند يهود ، فماذا نجد عند النصارى !!!! .
إن في نصوص الإنجيل أيضا ما يدعو إلى استعمال العنف بأبشع صوره بحق أمتنا على
عكس ما هو مشهور مما يروجه النصارى ، وجهالنا من الرأفة ، و الرحمة بحق
مخالفيهم .
و من أبرز هذه النصوص ما يلي :
جاء في أنجيل متى ما نصه : ( لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض . ما جئت
لألقي سلاما بل سيفا .... ) . [8]
و في نص آخر في أنجيل لوقا :
( أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم ، فأوا بهم إلى هنا ، و
اذبحوهم قدامي ........ ) .[9]
فلا شك أن هذه النصوص ، و أمثالها هي المحرك الأساسي في كثير من سياسات الغرب ،
و قراراتهم التي تخص منطقتنا ، و شعوبها ، و دولها .
هذا عن اليهود و النصارى ، فماذا عن حلفائهم الشيعة ( الروافض ) ؟ .
الحقيقة أن الشيعة الروافض نراهم أشد حقا ، و كراهية ، و دموية من اليهود و
النصارى ، فقد استباحوا قتل المسلمين ، و نهب أموالهم ، والاعتداء على أعراضهم
بدون رحمة أو رأفة .
روى الصدوق [10] في العلل مسندا إلى داود بن فرقد ، قال : قلت لأبي عبد الله
[11] عليه السلام ما تقول في الناصب[12] ؟ قال : حلال الدم ، لكني أتقي عليك ،
فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء كيلا يشهد عليك فافعل . قلت : فما
ترى في ماله ؟ قال : خذه ما قدرت ) [13].
و في نص آخر عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله - عليه السلام ، قال : ( خذ مال
الناصب حيثما وجدته و ادفع إلينا الخمس ) .[14]
و قال الخميني في تحرير الوسيلة : ( الأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة
ما اغتنم منهم ، وتعلق الخمس به ، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد ، وبأي
نحو كان ، وادفع ألينا خمسه ) .[15]
و لعل سائل يسأل لماذا يحب الشيعة - الروافض - الدول الغربية على مر العصور ، و
يفضلونهم علينا نحن أهل السنة و الجماعة ؟ .
يجيب شيخ الإسلام ابن تيمية - عليه رحمة الله تعالى – عن هذا التساؤل
بقوله : ( والرافضة تحب التتار و دولتهم , لأنه يحصل لهم بها من العز ما لا
يحصل بدولة المسلمين . و الرافضة هم معاونون للمشركين واليهود والنصارى على
قتال المسلمين ، و هم كانوا من أعظم الأسباب في دخول التتار قبل إسلامهم إلى
أرض المشرق بخراسان والعراق والشام ، و كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على
أخذهم لبلاد الإسلام ، و قتل المسلمين وسبي حريمهم ، و قضية ابن العلقمي ،
وأمثاله مع الخليفة ، وقضيتهم في حلب مع صاحب حلب : مشهورة يعرفها عموم الناس .
و كذلك في الحروب التي بين المسلمين ، و بين النصارى بسواحل الشام : قد عرف أهل
الخبرة أن الرافضة تكون مع النصارى على المسلمين ، و أنهم عاونوهم على أخذ
البلاد . لما جاء التتار و عز على الرافضة فتح عكة وغيرها من السواحل ، و إذا
غلب المسلمون النصارى ، و المشركين كان ذلك غصة عند الرافضة . و إذا غلب
المشركون والنصارى المسلمين كان ذلك عيدا ، و مسرة عند الرافضة ) [16].
و يقول – عليه رحمة الله تعالى - في منهاج السنة : ( إن أصل كل فتنة و بلية هم
الشيعة ، ومن انضوى إليهم ، و كثير من السيوف التي في الإسلام ، إنما كان من
جهتهم ، و بهم تسترت الزنادقة ... ) [17].
( فهم يوالون أعداء الدين الذين يعرف كل أحد معاداتهم من اليهود و النصارى و
المشركين ، و يعادون أولياء الله الذين هم خيار أهل الدين ، و سادات المتقين
........ ) [18].
إن قلوب كثير من الغرب و الروافض ، و من يسير بركابهم امتلأت بالحقد ، و
العداوة ، و التكبر ، و الاستعلاء على الإنسانية جمعاء ، و خاصة الأمة
الإسلامية التي تعتبر الجدار الحقيقي أمام أطماعهم ، وحقدهم ، و استغلالهم ،
ودمارهم للبلاد و العباد ، لذلك نرى أن جميع قراراتهم ليست في صالح أمتنا أو
آمالها أبدا .
قال تعالى : { وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ
دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ
وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (سورة
البقرة 217)
و قال جل جلاله : { وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ
سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي
سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ
وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا } (سورة
النساء 89) .
و بعد كل الذي أوردته أتمنى أن من أصحاب القرار في بلادنا الإسلامية و العربية
الوعي و الحذر من قرارات هؤلاء و السعي الحثيث للصمود و النصر و الآخذ
بأسبابهما ، و الله المستعان .
و الحمد لله رب العالمين
الدكتور مسلم اليوسف
حلب - سوريا : الخميس 11 / 09 / 2014 م
-----------------------------------------------
[1] - صموئيل الثاني 31: 12 .
[2] - حزقيال 5 : 9 .
[3] - العدد 10 : 31 .
[4] - يشوع 21 : 6 .
[5] - أشعياء 16 : 13 .
[6] - مزامير 9 : 137 .
[7] - انظر الكنز المرصود في قواعد التلمود لمصطفى زرقا ، ص 23.
[8] - متى 34 : 10 .
[9] - لوقا 27 : 19 .
[10] - من أئمة الروافض و أكذبهم .
[11] - هو جعفر الصادق – رضوان الله عليه -
[12] - الناصب عند الروافض هو المسلم السني . يقول التيجاني : ( وغني عن
التعريف بأن مذهب النواصب هو مذهب أهل السنة و الجماعة .
[13] - بحار الأنوار ، ج27/ 231 . وسائل الشيعة ، ج18/463 .
[14] - جامع الأحاديث ، ج8/ 532
[15] - تحرير الوسيلة ، ج1/ 352 .
[16] - مجموع الفتاى لابن تيمية ، ج28/ 527- 528 .
[17] - منهاج السنة لابن تيمية ، ج3/243 .
[18] - منهاج السنة لابن تيمية ، ج4/110 .
خاص
بموقع قاوم
http://ar.qawim.net