سعى الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما منذ توليه الإدارة الأمريكية إلى
إطلاق عدة حملات و تصريحات و خطابات لبداية جديدة مع العالم الإسلامي بحسب
زعمه و إدارته .
فقد ألقى عدة خطابات لعل أبرزها الخطاب الذي ألقاه في جامعة القاهرة في
جمهورية مصر العربية .
و الذي سعى – وفق رأيه - من خلاله إلى إصلاح صورة الولايات المتحدة
الأمريكية المشوهة بسبب عداء الإدارات الأمريكية السابقة للعالم الإسلامي و
الذي ظهر جليا في عهد الرئيس السابق جورج بوش الأبن الذي عاث في الأرض
فسادا .
فغزا أفغانستان و العراق ظلما و عدوانا ، فقتل رجالها و رمل نسائها و فعل
الفواحش بكافة صوره و أشكاله .
كما زاد دعمه للكيان الصهيوني بشكل غريب و عجيب ، فزاد عداء المسلمين عداء
لكل ما هو صليبي و صهيوني .
اختار الرئيس الأمريكي بارك حسين أوباما القاهرة لمكانتها العظيمة في قلوب
المسلمين ، فهي قلب العالم العربي و الإسلامي منذ العهد الراشدي وحتى زمن
قريب حيث دافع أبناؤها عن الأمة و دينها و كيانها فصدوا الأعداء وأنقذوا
المسلمين وبلادهم في الفساد و الإفساد فاستحقت هذه المكانة العظيمة لعمل
أبنائها المشكور في الدفاع عن الدين و أهله .
والملاحظ على خطابات أوباما أنها إنشائية يريد منها عدة أهداف من أهمها أن
يوافق على زيادة حصة المسلمين المعتدلين ( وفق تعابيرهم ) من ثرواتهم على
أن نتعاون معهم في قتال و تقتيل و تشريد المجاهدين الذين يريدون الله و
رسوله .
إن أوباما لم و لن يقدم أي مشروع حقيقي لحل المشاكل في مناطقنا و من أهمها
القضية الفلسطينية ، بل هو يظهر أنيابه للمسلمين الملتزمين بقضايا الأمة
الإسلامية ، و الدفاع عنها ، وقد سماهم بالمتطرفين الذين يمارسون أعمال
العنف ضد المدنيين . وكأن هؤلاء هم الذين غزو أمريكا فأفسدوا البلاد و
العباد واستعبدوا كل من يستطيعون استعباده بالقوة المادية أو المعنوية
ترغيبا و ترهيبا ، والله المستعان .
ثم باراك حسين أوباما يصرح وبكل وقاحة أنه غير مسلم بالرغم أن أباه كان
مسلم ، ثم يقول بأنه عاش لعدة سنوات في البلاد الإسلامية وعاشر أهلها أي
أنه فهم الإسلام والمسلمين .
ولو أنه عرف الإسلام حقا لدخل الإيمان إلى قلبه ، فشهد أن لا إله إلا الله
أن محمد رسول الله ، أو على الأقل لم يحابهم و يحارب دينهم .
ولو عرف الإسلام حقا لما عادى الإسلام و المسلمين ولم يحارب الله و رسوله
والأمة التي رضي الله عنها ورضت عنه .
إن الرئيس الأمريكي يريد أن يكون الإسلام وفق ما يحب لا وفق ما هو على
الحقيقة لكي يخدم مصالحه و مصالح من نصبه رئيسا .
قال أوباما : من منطلق تجربتي الشخصية استمد اعتقادي بأن بين أمريكا و
الإسلام يجب أن تستند إلى حقيقة الإسلام وليس إلى ما هو غير إسلامي ) .
فالإسلام عند بارك حسين أوباما هو ما يحقق مصالح أمريكا ، و يسهل استعبادها
للشعوب الإسلامية ، وكل شيء يحارب هذا الاستعباد و يحافظ على الكرامة و
الدين والعرض ، فهو غير إسلامي ، لأنه لا يتماشى مع قانون المصالح
الأمريكية ، ومن يدور بفلكهم و يسير بركبهم ، و التي يريد أوباما وإدارته
الجديدة أن يصدرونا بعد أن فشل بوش بتصديريها بالنار، و الحديد و التنكيل
بالمسلمين و المدافعين عنهم .
و المضحك المبكي أن أوباما يمدح الإسلام في عبارات ثم يذبح المسلمين و
يحاربهم في كل مكان بحجة محاربة التطرف العنيف بكافة أشكاله و أنواعه .
أوباما أيها الرئيس : ماذا يهددك رجل مسلم ملتزم في دينه ويريد تطبيقه على
نفسه و أهله و بلده الإسلامي مرضاة لله تعالى وفق ما أنزل و يعتقد .
وماذا تريده أن يفعل وبلاده تحتل و دينه يهان و عرضه يدنس و ثرواته تنهب .
هذا المظلوم المستعبد منكم ومن رجالكم إنما يرفع السلاح دفاعا عن دينه و
عرضه ، ومصالحه المشروعة وفق ما يرى و يعتقد .
وإذا نافقكم ورضي بالعظمة التي ترمونها له ، فيقتل إخوانه و ينكل بهم يصبح
مسلما معتدلا مرحبا به .
أيها الرئيس تلك قسمة ضيزى تريدون من خلالها استبعدنا ومحاربتنا و محاربة
ديننا وكل ما به من قيم سامية .
فهل يعقل أن يصبح المسلم الملتزم في دينه في أفغانستان أشد خطرا على السلم
العالمي من الدولة الصفوية صاحبة المفاعل النووية و الصناعات الثقيلة ،
ولكن الكفار بعضهم أولياء بعض فيتفقون على محاربتنا و نهب ثرواتنا و
يختلفون على قسمة بلادنا و ثرواتنا .
فهل هذه بداية جديدة لتحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية .
الحقيقة التي لا مفر منها أن هذه هي إستراتيجية بلهاء تخدع من يريد أن يخدع
، فيبيع دينه بدراهم معدودة فيخسر الدنيا و الآخرة .
قال تعالى : ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة
وأعد لهم عذابا مهينا * والذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا
فقد احتملوا بهتانا و إثمانا مبينا ) سورة الأحزاب الآية 57-58.
المحامي الدكتور مسلم اليوسف
abokotaiba@hotmail.com