|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا يوافي
نعمه ويدفع عنا نقمه والصلاة والسلام على إمام الرحمة والملحمة محمد بن عبد
الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد :
انعقد المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين في مدينة استانبول في تركية تحت
رعاية كثير من المنظمات من العالم العربي والإسلامي التي تهتم بالقضية
الفلسطينية .
و كان من أهمها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و مؤسسة القدس الدولي و
الحملة العالمية لمقاومة العدوان و المؤتمر القومي الإسلامي ، و منظمة (
IHH)و جمعية فيدار بتركية و اللجنة الدولية لنصرة فلسطين وجمعية مناصرة
فلسطين واتحاد الأطباء العرب وجمعية تحالف من أجل فلسطين ومجلة المجتمع
بدولة الكويت و كثير من الشخصيات المرموقة المهتمة بالقضية الفلسطينية .
وكان من أهم أهداف المؤتمر :
1- حشد قوى المجتمع المدني الفاعلة في ائتلاف و تحالف شعبي للتضامن من أجل
فلسطين وإعادة إعمار غزة .
2- تنسيق ودعم جهود اللجان وفرق العمل الناشطة في مجال دعم ونصرة فلسطين
بالإمكانات و الخيرات المتاحة .
3- إطلاق مجموعة من المشاريع العملية التي تتعلق بفلسطين و إعادة إعمار غزة
.
وقد بدأ المؤتمر بالجلسة الافتتاحية بكلمات عديدة من المؤتمرين منهم
العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله تعالى .
ثم بدأت جلسات الورش المنوعة الأهداف و الأعمال – و التي حسبتها ورش حقيقية
للعمل الجاد الملتزم و أعني الورشة القانونية و هي التي كنت أحضر جلساتها –
واللجنة القانونية لنصرة فلسطين ، لجنة دولية تختص بكل الجوانب القانونية ،
فيما يتعلق بكامل التراب الفلسطيني والقضايا المرتبطة وتهدف إلى التحرك
القانوني و القضائي ضد الكيان الصهيوني ، وإقامة الدعاوى ضد مجرمي الحرب
والإبادة الجماعية وتقديم قادة الكيان الصهيوني للمحاكم المختصة ووضع
الكيان الصهيوني على قائمة الدول العنصرية و العمل طلب التعويضات للشعب
الفلسطيني .
وكان الهدف من الورشة بحسب ما قرأت وليس بحسب ما شاهدت حقيقة :
1- التدقيق القانوني .
2- تحريك المتابعات القضائية المتعلقة بكل الجوانب القضية الفلسطينية .
3- تقييم القضايا المرفوعة و الشكاوى المقدمة أمام مختلف الجهات القضائية
في كافة الاختصاصات .
وكان الهدف من أعمال اللجنة القانونية بحسب قرأت و ليس ما شاهدت حقيقة :
جمع وتنسيق كافة جهود الأفراد و المؤسسات و التنسيق مع الجهات الفاعلة في
نفس المجال لتوحيد التحرك و تقوية النتائج و تحقيق الأهداف التالية :
أ- حشد قوى المجتمع المدني الفاعلة في ائتلاف وتحالف شعبي للتضامن مع
القضية الفلسطينية من خلال الاهتمام بالجانب القانوني والقضائي الخاص
بالقضية الفلسطينية.
ب- تنسيق ودعم جهود اللجان الفرعية وفرق العمل الناشطة في مجال دعم القضية
الفلسطينية في المجال القانوني و القضائي بالإمكانات و الخبرات و التمويل
المتاح .
ت- إطلاق مجموعة مشاريع عملية في محاور متعددة تتعلق بالقضية الفلسطينية
فيما يخص الجانب القانوني .
ث- التعاون و التنسيق مع الهيئات والبرلمانية و المنظمات الحكومية و
المؤسسات العلمية و الجمعيات الخيرية لتحقيق أهداف اللجنة .
وهناك العديد من المشاريع القانونية قد قرأت عنها بيد أني لم أشاهدها حقيقة
في الورشة ومنها :
1- محددات عمل اللجنة القانونية الدولية لنصرة الحقوق الفلسطينية :
• احترام التمييز بين السياسية و القانون و إن اللجوء إلى القانون و القضاء
، يبقى عاما إذا لم يتم تحديده بالوقائع و التكييف القانوني واختيار
الإجراء الأنسب .
• اللجوء إلى مؤسسات القضاء الدولي و الوطني الممكنة من أجل الحفاظ على
حقوق الشعب الفلسطيني .
• تبني جهة واحدة بحيث تكون مرجعية للوثائق المطلوبة على أن لا تكون هناك
تعارض العاملين في القضية الواحدة .
• الوصول إلى اتفاق بتوقيع عقد شراكة من أجل التعاون و التنسيق بين مختلف
الفاعلين في كافة المستويات القانونية و القضائية .
2- تتحرك اللجنة على مشاريع القضايا القانونية الآتية :
• محكمة الجنايات الدولية .
• الشكوى الجنائية بناء على الاختصاص الجنائي العام في اسبانيا و غيرها من
الدول التي يختص قانونها بالنظر في جرائم الحرب و الجرائم الإنسانية .
• الدعاوى الجنائية الفردية أمام القاضي الوطني .
• قضايا متعلقة بالقدس
• القضايا بحق اللاجئين .
• قضايا التعويض .
• دولة إسرائيل دولة عنصرية .
• اللوائح السوداء .
• التكاليف المتوقعة .
وبعد كل الذي كتبت وبينت ما هي الحقيقة أي حقيقة ورشة الحملة القانونية
للحقوق الفلسطينية :
الحقيقة التي لا يمكن إثبات عكسها أبدا أن هذه الورشة قد سيطر عليها مجموعة
من العلمانيين الذين أفرغوا اللجنة من محتواها لمصالحهم الشخصية و برنامجها
الخاص :
- فقد أهملوا الخطاب بشكل تام إلى العالم الإسلامي و شخصياته و فعالياته و
انصب كل اهتمامهم نحو الغرب وفق رؤية شخصية ضيقة و كأننا نتعامل مع جهاز
حكومي بيروقراطي مهترء .
- سيطرة الأنانية وحب الظهور على بعض القائمين على الورشة من أجل تحقيق
مصالح شخصية ضيقة .
- غياب الضوابط الشرعية عن جلسات الورشة بحجة التطور و التقدم رغم اعتراضي
و تنبيهي لذلك .
- غياب المؤسسات الفاعلة عن جلسات الورشة القانونية .
- غياب معظم البرامج و النقاط التي بينتها عن جلسات اللجنة .
- غياب المناقشة الحقيقية لجميع ما أسلفت و بينت بل كان هناك الشكلية
المقيتة التي يراد منها تحقيق مصالح شخصية مبرمجة على نحو ذاتي.
- كان كل ما بالجلسة محضر سابقا على شاكلة مؤتمرات القمم العربية الفاشلة .
وعليه فأود أن أنبه من يقوم بمثل هذه المؤتمرات قيادات و ممولين - ونحسبهم
من أهل الإخلاص و العمل الصالح و لا نزكي على الله أحدا _ بأمثال هذه
المثالب التي تضيع العمل و تفرغه من مضمونه للتنبه لهذه النقاط و أمثالها
للعمل على التخلص من العمانيين و أصحاب المصالح الشخصية الضيقة الذي تسللوا
إلى المؤتمر و أخذوا مواقع قيادية فيه فأسدوا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
.
فالحمد لله يوجد في الأمة من العلماء المخلصين الشيء الكثير يمكن لمن يريد
وجه الله تعالى و العمل المخلص الجاد البحث عنهم و التعاون معهم ووضعهم حيث
يستحقون لخدمة الأمة وقضاياها فمن دون المخلصين لا يمكن لأي قضية أو عمل أن
ينجح ويتم .
و الله من وراء القصد .
المحامي
الدكتور مسلم اليوسف
abokotaiba@hotmail.com
خاص بموقع
الحملة العالمية لمقاومة العدوان