|
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ،
و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل لـه ، و من يضلل فلا هادي لـه ، و
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله[1]…
.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا
تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون [ سورة آل عمران : 102 ] .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [ سورة النساء : 1 ]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا*
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [ سورة الأحزاب : الآية
70 – 71 ] .
و بعد :
إن بدعة ولاية الفقيه التي ظهرت داخل المسرح السياسي الشيعي المعاصر في
إيران تبرهن على أن عقيدة الإمام المعصوم و عودته باطلة شرعاً و عقلاً ؛ ذلك
أن تلك البدعة تبين يأس الشيعة من رجوع إمامهم المزعوم و بالتالي نسخ تلك
العقيدة - الباطلة – عندهم بشكل عملي من خلال ما يسمى بولاية الفقيه .
فالإمامة عند الشيعة الإمامية تعتبر أس العقيدة و الشمس التي تدور حولها كواكب
عقائدهم الباطلة فهم يجعلون من الإمامة ركناً من أركان الإسلام و جزءاً هاماً
من عقيدته .
جاء في أصول الكافي عن أبي جعفر أنه قال : بني الإسلام على خمس ، على الصلاة ،
و الزكاة ، و الصوم ، و الحج و الولاية ، و لم يناد بشيء كما نودي بالولاية
فأخذ الناس بأربع و تركوا هذه – يعني الولاية ) .[2]
فالشيعة الإمامية جعلت الولاية أصلاً من أصول الإسلام و جزءاً هاماً من عقيدته
محتجين بأنه ليس في الإسـلام أمراً أهـم من تعيين الإمام و لم يكن للنبي
صلى الله عليه وسلم - حسب زعمهم – أن يفارق الدنيا قبل أن يحسم هذا الأمر
، ذلك أن الإمامة نص من الله تعالى و هي ليست بالاختيار و الشورى بين أهل الحل
و العقد كما هي عند أهل السنة و الجماعة .
و لما كان لابد لهذه الدعوة من أدلة فقد أكثر الشيعة منها لإثبات بدعتهم بالنص
المؤول تأويلاً فاسداً تارة أو بالهوى المسمى عندهم عقلاً تارة أخرى .
و سوف نبحث في هذا السفر في عصمة أئمة الشيعة الرافضة و أدلتها و الرد عليها
كمبحث أول .
كما سأبحث في ولاية الفقيه و أدلته كمبحث ثان . ثم أختم بخاتمة أبين فيها نتائج
بدعة ولاية الفقيه على الشيعة الرافضة و عقيدتهم في الإمام المعصوم و عودته .
و الله المستعان
تابع الموضوع ..

----------------------
[1] - هذه الخطبة تسمى عند أهل العلم بخطبة الحاجة ، و هي
تشرع بين يدي كل خطبة ، سواء كانت خطبة جمعة أو عيد أو مـقدمة كتاب …إلخ .
[2] - أصول الكافي ، ج 2/18 و في الشافي شرح الكافي تصحيح
لهذا الحديث عند عند الرافضة ، ج5/28. و الملاحظ أن أحاديث الشهادتين متواترة
عند أهل السنة و الجماعة و أنها أحد مباني الإسلام الخمسة و قد أسقطتها الشيعة
الإمامية و أحلت بدلاً منها الإيمان بالولاية .