الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
من الأذكار التي ينبغي الإكثار منها: الحوقلة، والحوقلة قولك: لا حول ولا قوة
إلا بالله.
معناها:
وهو مصدر منحوت، كقولك: حمدل، وبسمل، وحسبل، وهلل.
ومعناها: لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا
بمعونة الله.
عن ابن عباس رضي الله عنهما في "لا حول ولا قوة إلا بالله". قال: "لا حول بنا
على العمل بالطاعة إلا بالله، ولا قوة لنا على ترك المعصية إلا بالله" ([1]).
وعن زهير بن محمد أنه سئل، عن تفسير "لا حول ولا قوة إلا بالله". قال: "لا تأخذ
ما تحب إلا بالله، ولا تمتنع مما تكره إلا بعون الله" (1).
فضلها:
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، قال: أَتَى عَلَيَّ النبي صلى
الله عليه وسلم وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ
إِلَّا بِاللَّهِ، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ قُلْ: لَا حَوْلَ
وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ؛ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ»
([2]).
وعن مكحول رحمه الله قال: "من قال: لا حول ولا قوة إلا بالله رفع الله عنه
سبعين بابا من الضراء" ([3]).
ويتأكد قول هذه الكلمة في أزمنة وأحوال:
منها:
عند الاستيقاظ من الليل ([4]).
وإذا قال المؤذن: حي على الصلاة، حي على الفلاح
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثم
قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله. ثم قال: أشهد أن
محمدا رسول الله، قال: أشهد أن محمدا رسول الله. ثم قال: حي على الصلاة، قال:
لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا
بالله. ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: لا إله
إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه، دخل الجنة» ([5]).
والحكمة من ذلك: أن المؤذن بقوله حي على الصلاة يدعو الناس إليها، فناسب أن يرد
عليه بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأنه لا سبيل إلى إجابته إلا بعون من
الله تعالى.
وإذا رأى الإنسان ما يسره
ففي قصة الرجلين في الكهف: }ولو لا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا
بالله{ ([6]).
عند الخروج من البيت:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا
خرج الرجل من بيته، فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله.
يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك
برجل قد هدي وكفي ووقي»([7]).
----------------------------------------------------------
[1] / الدر المنثور (15/ 393)
[2] / البخاري ومسلم
[3] / مصنف ابن أبي شيبة
[4] / انظر ص
[5] / صحيح مسلم
[6] / الكهف: 39
[7] / أبو داود