كيف سيحرق الله الشيطان بالنار وهو نار؟!
1) لا يلزم من كون الجن خلقوا من نار أن يكونوا الآن ناراً ، كما أن
الإنس خلقوا من تراب وليسوا الآن تراباً.
2) نُقل عن أحد العلماء - ويُحكى ذلك عن أبي حنيفة - حين قال له شخص سأله
كيف سيحرق الله الشيطان بالنار وهو نار؟ فقال للسائل: مِمّ خُلقت؟ فقال: من
ماء وطين، ثمّ قام ذلك العالِم وضربه بطين لازب على جسده فأوجعه وتألّم؛
فقال له: إنّ الذي خلق الطين وعذّبك بالطين قادر على أن يُعذّب من خلق إبلس
من النار بالنار
3) قال الإمام محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره عند قوله ـ تعالى ـ : ( ولقد
زيّنا السماء الدنيا ..... ) الملك : 5 وهنا سؤال وهو : إذا كان الجن من
نار كما في قوله : ( وخلق الجانّ من مارج من نار ) الرحمن : 15 فكيف تحرقه
النار ؟
فأجاب عنه الفخر الرازي بقوله : إن النار يكون بعضها أقوى من بعض ، فالأقوى
يؤثّر على الأضعف ، ومما يشهد لما ذهب إليه قوله تعالى بعده ( وأعتدنا لهم
عذاب السعير ) والسعير : أشدّ النار .