|
بين يدي السطور:
من لا يستدرك ويقارب ويسدد.. سلك - وإن لم يشعر- سبيل الجناة..!!
التربية هي القاضية..!
إذا أدى الآباء والأمهات ما عليهم.. واستفرغوا جهدهم الصادق في التربية
الرشيدة.. فلا تثريب عليهم {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (التوبة/91)!
وفي ولد نوح عليه السلام - أحد أولي العزم من الرسل - عبرة لمن يسارع إلى اتهام
كل بيت شذّ فيه ولد عن سرب الصلاح {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}
(القصص/56).
ولكن تقضي التربية لصاحبها أو عليه!
فإذا قصّر الوالدان أو أحدهما في التربية - كماً بدوام التعاهد والرعاية.. أو
كيفاً بالحكمة والسداد - قضت عليهما التربية ونطق لسان حال ناشئة الإهمال: هذا
ما جناه أبي.. وما جنيت على أحد!!
وأهل الأدب شهود..!
دوّن الأدباء والشعراء شهادتهم على مرّ العصور في جنايات الآباء على الأبناء،
منها:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا --- على ما كان عوّده
أبوه!
***
إذا كان رب البيت بالدف ضارباً --- فشيمة أهل البيت كلهم الرقص!
***
ليس اليتيم من انتهى أبواه --- من هم الحياة وخلّفاه ذليلا
إن اليتيم هــو الذي تلقى له --- أماً تخلّت أو أباً مشغــولا!
***
قد ينفع الأدبُ الأحداثَ في صغر --- وليس ينفعهم في بعده الأدب
إن الغصـــون إذا عدّلتها اعتدلت --- ولا يليــن إذا قـوّمته الحـطب!
وأبناء يربون الآباء..!
بنظرة عين أو إطراقة خجل أو أقل من ذلك.. يربّي ابن أباه.. حين يراه:
يخالفه إلى ما عنه نهاه!
أو يتهاون فيما إليه أرشده وهداه!
وبمثل ذلك أو قريب منه.. تربي بنت أمها حين تراها:
لا تتمثل ما تحثها عليه!
أو تبتدر ما زجرتها عنه!
فهل نستدرك تربية أهملناها.. حتى أيقظتنا عليها نظرةُ عين أو إطراقة خجل؟!
ومن لا يستدرك ويقارب ويسدد.. سلك - وإن لم يشعر- سبيل الجناة!
حروف الختام..
أصدق من قول كل أديب.. أو شهادة شاعر.. قول من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه
وسلم:
"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" (رواه مسلم).