|
مثل عربي مشهور، يستحضره بعضنا في مسالكه ومواقفه، فيرفض التجديد، وتطوير
الأساليب الدعوية والإدارية، وإن أبداها ابتداء، ولكن الإلف شديد على النفس،
والقديم نديم، تتجاذبه الأرواح ،.،،
ولهم هذه القصيدة :
رجعت (حليمةُ) للمكانِ الأولِ// من منزلٍ أهدى
لأسفلِ منزلِ
وتذكّرتْ طيبَ المقام وحُلوَه// او انها خُدِعت بحبة فلفلِ
قد عزّ منها وجدُها وحنينُها// فرأت لزاما ان تفيئ لأفضلِ
طارت لريحان الوصال وزهرِه// فهَمَت بكل تودد وتعجلِ
عافت مزاهرَ عالَمٍ متطورٍ// لم ترتق للأبهج المتكملِ
وتود دعوتَنا كطٍمرٍ ضيقٍ// او انها كالبُرنس المتهلهلِ
والوعيُ والإعلام قصةُ ضاحكٍ// او واهمِ بالبارق المتذللِ
والمسلك الثر الفريد تخلفٌ// هلا يعود الفضل للمتبذل؟!
قالت: قديمي نشوةٌ وسلاوة// هلا وعيتَ الإلف للمتزملِ؟!
ذقنا الجديدَ بزعمِكم ومفيدَكم// لم نستفد الا ضياعَ الأرجلِ
وتفرقت نفسي وعشتُ مواجعا// من تقنيات الدافق المتجلجلِ
في كل يومٍ فُرجة وتدافعٌ// وبكل يوم طائراتٌ تنجلي
زعموا التطورَ والنضوجَ وخطة// تعلينا من قاع لأكرمَ معتلي
وكرهتُ ألوان المعارف اذ بدت// كالترب تَسفي في الفضاء الممتلي
إني نديمُ الصخر ليست مُنيتي// أن أرتقي واعيش كالمتبدّلِ
فلقد رَبينا في الجحور وهمنا// في مرتع او مشرب او مأكلِ
فلم التفاعلُ بالجديد ودينُنا// دين السماحة والبساط الأولِ؟!
ورمَت (حليمةُ) كُلَّ ما يسمو بها// واستسلمت للتالد المتنكلِ
ورأت بعين السقم كُلَّ حضارةٍ// مشبوهةً ودنت الى المتقلل
او لا ترى الأعداء كيف نشاطُهم// وكفاحهم بالرونق المتغزلِ؟!
(وأعدوا) في القران خيرُ وسيلة// لمناضلٍ ومثابر ومهللِ
لكنْ حليمةُ نكهةٌ بدوية// لم تحتفِ بالعالم المتحولِ!
ولعقلِها سدٌ منيعٌ حائلٌ// من حكمةٍ وتقدم وتوصلِ
والحلّ إلقاءٌ لها ولزيّها// حتى نصيرَ لمرتع متفضلِ
شقّوا الحياةَ وراقبوا علياءَها// فالمجدُ للمتسابق المتعجلِ
والمجدُ لا يؤتى لصاحب نظرةٍ// شوهاء او غادٍ بريف الأجملِ
إن الهداية روضة ومنارة// لا تستخف بفعل ذاك الأجهلِ
فامهرْ طريقَك عزمةً ودرايةً// وتوكلن بالله خيرَ توكلِ
وَاللَّهُ مولانا جميلٌ دأبُه// حبّ الجمال وحبُّ فعلٍ أجملِ
١٤٣٦/٧/١٢