• تلألأت حسنات، وطابت قربات، وشوهد الجد، وتناسقت الهمم، وكانت الصفوف الأول
سوقاً للتنافس (( وفِي ذلك فليتنافس المتنافسون )) سورة المطففين .
• ثم فُجاءة تتغير الأمور، ونلج باباً من كسل وتراخٍ...! ويصبح رمضان كبقية
الشهور...!
• ما هكذا الجد أين العقلُ والهممُ// وأين منا تدابير ومغتنَمُ ؟!
• في نص قرآني بهيج مؤثر(( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ))
سورة النحل.
• مثل مضروب لمن يتراجع في أدائه، أو يعكر سلوكه، أو يهجر طاعته، فيكون
كالغازلة المضطربة.
• وهي امراة في (مكة) فيها حمق وعتَه، تغزل وتنقض، وتصلح وتفسد، ضرب الله بها
المثل للاتعاظ وأخذ الحذر.
• قال السدي رحمه الله : هذه امرأة خرقاء، كانت بمكة ، كلما غزلت شيئا نقضته
بعد إبرامه .
• فمال بال ظاهرة التراجع تعترينا في رمضان، فنتقاعس بعد الجد ونتراجع بعد
الاجتهاد، ونفتر بعد النشاط، ونمل بعد الحيوية والسعادة..؟!
• من بعد منتصف الشهر تبدأ الأمزجة تتغير، والنفوس تنشغل، والقلوب تتعكر،
والمساجد تخلو ويتناقص عددها..!!
• ما الذي جرى، وما أسباب هدا التغير وذلكم الفتور.؟!
• تطُل العشر الأواخر، وتستلزم الجد والمضاعفة لا الكسل والتراخي(( كاذا إذا
دخل العشر جد وشد المئزر..)).
• والسبب تعاطي رمضان على سبيل العادة وليس العبادة، ونسيان فضائله، وعدم تنويع
الطاعات .
• ثلثه الأخير هو الأهم لأجل ليلة القدر الذهبية، والتي شرفت ذكرا وفضلا ومكانة
(( وما أدراك ما ليلة القدر )).
• المعالجة تبدأ باستشعار العبادة والعبودية، وتجديد النية وتأمل الثوابات
الجزيلة، وعاقبة الليلة الشريفة وما فيها من ذخائر وتحف .(( خير من ألف شهر )).
• الناقض للغزل غافل أو ناسٍ، أو مقصر، والواجب الذكر والاستغفار وعدم الركون
إلى النفس وجدها، وسؤال الله العون والمدد.
• من أخطاء بعض الناس ركونهم إلى هممهم ونسيان(( إياك نعبد وإياك نستعين ))
وخلاصة كنز (( لا حول ولا قوة إلا بالله )).
• تأخذ الفضائيات والجوالات من الناس مأخذها، وقتا ولهوا وصياغة، وهي من مكدرات
القلوب، وقليل من يفقه ذلك ..!
• مادة الفتح والتوفيق من الواحد الأحد، ومنه يُستمد العون والتأييد (( ما يفتح
الله للناس من رحمة فلا ممسكَ لها )) سورة فاطر .
• والبدء بحماس غير منظم ينتهي لفوضرية مشتتة، أو فتور متضاعف، والفقه الاعتدال
وتنظيم الأمور .
• قال صلى الله عليه وسلم (( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل )).
• صح في الحديث عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شرَّةً ، وَلِكُل شِرَّةٍ فَترَةٌ ، فَمنْ
كَانَت شِرَّتُهُ إِلَى سنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ ، وَمَنْ كَانَت فتْرَتُهُ
إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ ) . رواه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني
.
• والفترة ملازمة للصالحين، وعليهم المجاهدة، وعدم التضاعف أمام ضغطها وغمها.
• والصالحون يعالجونها بالمجاهدة الرفيقة، واستدامة الفرائض وعدم ترك مجال
للغفلة أو الخطيئة، والسداد والمقاربة .(( وجاهدوا في الله حق جهاده ))سورة
الحج.
• قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: (إنَّ لهذه القلوب إقبالًا وإدبارًا،
فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل، وإن أدبرت فألزموها الفرائض ). وهذا عين الفقه
والضبط السلوكي .
• وفي خلال الفترة والتراجع ليس أنفع لها من التنويع واستماع المواعظ وتغيير
الجلاس، والقراءة المتجددة، قال ابن السماك رحمه الله : (جلاء القلوب استماع
الحكمة، وصدؤها الملالة والفتور ).
• من لم يستطع القيام فليأنس برفقة إخوانه، ولا يعتكف لوحده، وجافي التلاوة
يكثر الاستماع القرآني الموقظ المثمر .
• ولا ملالة من الدعاء والانطراح بين يدي العليم الخبير، أن يمن بفضله، ويتدارك
برحمته، ويعفو بكرمه وجوده، إنه أرحم الراحمين .
• التجلد على أيام معدودات خير من التأسف وارتداء جلباب الندم المكسو بالخيبة،
حين فوات الأمنيات...!
• استحضار نهاية السير وبلوغ الهدف، وبروز ليلة القدر، مما يحفز وينشط وفي
الحديث: (( إنما الأعمال بالخواتيم )).
• ربّ يقظة متأخرة تشعل الفؤاد، وتشحذ العزيمة، التي تجد وتضاعف وتعوض ما فات .
• رؤية التقصير وحساب الإهمال ، مع تأملات للفضائل الرمضانية، قد يحدث لوعة في
الصدر تبعث على الانطلاق (( فاستبقوا الخيرات )) سورة البقرة والمائدة .