|
١- هذا السفر العظيم يحق تسميته (كتاب العقد الرابع من هذا القرن) فهو بحق فذ
فريد ، بل هو رسائل علمية وليست رسالة

٢- هذه الرسالة -أو المشروع العلمي-أتت على معارف وقضايا علمية وفلسفية
ومنهجية، بتحرير وتحبير قل أن تجده في هذا العصر، خصوصاً في المدرسة السلفية
٣- ومع أن الشيخ الباحث قد أتقن المعارف السلفية بمنهجيتها الحقيقية، فقد كان
له من الاطلاع على المدارس الفلسفية الأخرى ما جعل له قدرة على تحليلها
٤- ثم مقارنة معالجة ابن تيمية لتلك القضايا العلمية والفلسفية والمنهجية على
ضوء منهجه السلفي وطريقته التكاملية، فحلل وشرح وناقش وأبدع في كل ذلك
٥- لقد قرأت الكتاب وأنا أرمق آخره بعين الشفقة من أن ينقطع هذا المعين الدر
والدراسة العميقة التي تشعرك بالشبع العلمي والارتواء المعرفي
٦- ولا أكتمكم سراً أني سجدت لله شكراً حين أنهيته، على ما منّ الله به على
المدرسة السلفية من هذا البحث الذي تتقازم معه كثير من الكتابات المناهضة
٧- ومع ما تمتع به هذ البحث من تأصيل وتحرير قل مثاله، لكن الكمال عزيز، وما من
أحد إلا له وعليه والعبرة بالغالب، وقد غلب على هذه الرسالة الإبداع
٨- وإني والله أخجل أن أكتب مدحاً لهذه الرسالة لتألقها، فكيف أكتب نقداً، لكن
المدرسة السلفية التي تربيت فيها لا ترفع أحداً فوق النقد مهما بلغ
٩- فقد كمنت نقطة الضعف في هذه الرسالة في المبحث الذي تكلم فيه عن الرؤية
السياسية عند ابن تيمية، فقد ضعف هذا المبحث عن كل أبحاث الكتاب
١٠- فلم يحرره فقهياً شرعياً، ولم يحرر رأي ابن تيمية في هذا الباب، ولم يستخرج
أجوبة ابن تيمية على إشكاليات وقضايا السياسة من المنهج التيمي
١١- ويُعتذر للباحث بأن هذا الباب هو إلى الفقه أقرب منه إلى مسائل العقيدة
والفلسفة التي هي تخصصه ومحل إبداعه وفقه الله، مما أظهر الفرق في ذلك
١٢- وربما أن الباحث عوَّل على دراسات سابقة تناولت هذا الموضوع وقد وقعوا في
نفس الإشكالات والخلل الذي وقع فيه الباحث في الجملة
١٣- بل أكاد أجزم لو أنه حرره بعقليته الفذة، بعد تحريره في المدرسة الفقهية
السلفية، لأمكنه جعله فوق بقية مباحث الرسالة، ولكن الكمال عزيز
١٤- وقد كان لي رغبة في كتابة تقرير مطول عن هذه الدراسة العظيمة، ثم رأيت عجزي
وقصوري عن ذلك، بسبب أنه لا يمكن لي أن أكتب ما يعبر عن حقيقتها
١٥- بل إن الباحث نفسه لم يستطع ذلك، ففي الخاتمة التي كتبها في آخر الرسالة،
فمع إبداعه للخاتمة، لكنها لا تدلك على مكانة هذه الرسالة تماماً
١٦- فلابد لمن أراد معرفة هذه الرسالة ومعرفة قيمتها العلمية من قراءتها كاملة
لا يخرم منا شيئاً، وسيعلم صدق كلامي عند نهايتها بإذن الله
١٧- فأكتفي بهذا القدر عن هذه الرسالة، عجزاً لا إتماماً، فاقصد البحر وخل
القنوات، وفق الله مؤلفها وحفظه وسدده وأمتع بعلمه وفهمه العميق
كتبه / حمود بن علي العمري