|
أقلتَ ارتقيتَ لغارِ حراءْ ** وذُقتَ بذلك بعضَ العناءْ؟!
فصف لي - أُخيَّ - لقاءَ الهوى ** أكادُ أذوبُ لذكر اللقاءْ
وقل: هل غَشاك أريجُ النبيِّ ** تَضوَّعَ منه أديمُ الفضاءْ!
تُرى هل سمعتَ نجاوى الرسولِ ** وصمتَ التفكُّرِ.. صوتَ الدعاءْ ؟
فَدَقّاتُ قلب النبيِّ أقامَ ** صداها بسمعِ الزمانِ حُداءْ
تُرى هل سمعتَ الأمينَ يُنادي: ** (مُحمدُ - اِقرأْ - خِطابَ السماءْ
لِتصدعَ بالحقِّ بين الورى ** وترفعَ قومكَ نحو العلاءْ)
أَدرْ يا أُخيَّ حديثَ الهوى ** فإنّا لهذا الحديثِ ظِماءْ
وزدني حديثاً وصفْ لي السَّنا ** وكيفَ انغمستَ بذاكَ السَّناءْ
فإني أراكَ بنورٍ رجعتَ ** وزدتَ بهاءً، وزدتَ صفاءْ
فَثَمَّةَ في الغارِ بَدءُ النهارِ ** وبَدءُ الرسالةِ.. بدءُ النماءْ
فكيفَ ارتقيتَ ! وكيف التقيتَ! ** وكيف انثنيتَ أخي عن حراءْ؟!
***