|
" استبدّ بي الشوق لزيارة المدينة .. وأمّلتُ النفس بتحقيق أمنياتٍ دفينه
..فحالَ القدر دون مرادي ..
وتوهّمتُ أني وصلت الروضة المطهّرة ، وأني أسلم على المصطفى صلى الله عليه
وسلم و أخاطبه في نفسي ، وأقول :
" يارسول الله ، مخلَّف رابعٌ في أمتك .. وجنديٌّ في الصف الأخير من جنودك ..
إلا أنه يحبُّ اللهَ ورسوله "..
أراودُ نفسي .. وليستْ تُجيـبْ *** ِللُقيـا
حبيـبي ، وأين الحبيبْ ؟!
أقولُ لهـا : إنَّ صبري انتهـى *** وصدري وجيبٌ ، وعمري نحيبْ
فقـالت : أراكَ تريـد الهـلاكَ *** فدربُ المحبـّةِ دربٌ عجيـبْ !!
سكـونٌ وشوقُ .. وعِتقٌ و رِقُّ *** به - لو علمتَ - الوليدُ يشيبْ !
إذا مـا رحلتَ تظـنُّ وصلتَ *** وهل كلّ شيءٍ أردتَ قريـبْ ؟!
* * *
عجبتُ لهـا !! تشتكـي أنّهـا *** غريبةُ دربٍ
.. وأنـّي غريـب ْ!!
أيا نفـسُ : قلبي خبيـرٌ بدربي *** ففي الدرب نورٌ و خِصبٌ وطيبْ
وفيـه جمـالٌ ، وفيـه جـلالٌ *** وفيـه مـراحٌ لكـلّ القلـوبْ
و يا نفسُ: طيبـي بلُقيا حبيبـي *** وهل في الحياة كلُقيـا الحبيبْ ؟!
* * *
فقلتُ لنفسي وقالتْ .. وحرتُ *** وحـارتْ
بظلِّ صراعٍ رهيـبْ!
فأمسكتُ فأسي وحطّمتُ نفسي *** وقلتُ :وصلتُ ديـارَ الحبيـبْ !