من أفدح الأخطاء إقحام المقدّسات في المُزاح ، وجعلها عرضة للتندّر والخوض
اللاهي .
وليس العتَبُ على المجان الذين لا يَرجون لله وقاراً .
وإنّما العتبُ على من يتنسّكون ، و يصلّون و يُطلقون آلاف الدعَوات لجمع
ملايين الصلوات النبوية "السهلة السّاهية " ، ثم تراهم ينشرون أو يتداولون
نكتاً فيها إساءةُ أدبٍ معَ الله ، جلّ وعلا ..
أو مع الأنبياء الكرام ، عليهم الصلاة والسلام ..
وليس الإيمانُ بضخ المواعظ ، ولا بتداول المنشورات التي تخلطُ الحقّ
بالباطل ، والصوابَ بالخطأ ، والدينَب الخرافة ..
إنما الإيمانُ بالحبّ والأدب والعمل الصالح ..
والمحبّ مهذّبٌ و خلوق ..
والمحبُّ منطرحٌ على أرض العبوديّة و الأدَب ..
والمحبُّ أقصى مُناه في رضا محبوبِه عنه ..
وأعظم ما يخشاه أن يسخطَ المولى عليه ..
والمحبُّ عذابُه الأكبر في أن يساءَ إلى محبوبه ، ولو بكلمة ..
إنّ سوءَ أدب مع الله تعالى ، عِياذاً بالله تعالى ، من شأنه أن يُحبِطَ
أعمالَ العمر كلَّها ..
هكذا حدّثنا القرآنُ الكريم :
( ولَئنْ سألتَهمْ ، لَيقولُنَّ إنّما كنّا نخوضُ ونلعب ،
قل أَبالله وآياتِه ورسولِه كنتم تسْتهزئون
لا تعتذروا ... ) .
..
( يا أيّها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتَكم فوقَ صوْتِ النبيّ
ولا تَجْهروا له بالقوْل كجهْر بعضِكم لِبعض
أنْ تَحبطَ أعمالُكم وأنتمْ لا تشعرون ) ..
...
فلنمزحْ ما طاب لنا المُزاح ، والذكاءُ البدهيّ اللمّاح ..
ولنتندّرْ ما شاءت لنا عبقريّة الطُّرْفة ، ونكتة المفارقة الحلْوة ..
فالمزاحُ نبضٌ جميلٌ للحياة ، وتحريكٌ ملون للساكن من أمواجها ..
لنمزح ، لكنْ بشرطين :
خفّة الظلّ ، والأدب ..