|
أتابع في هذه المقالة ما كنت بدأت في مقالة "
القرآن الكريم في
عيون غربية منصفة" وأرجو من
القارىء الكريم أن يراجع مقدمة تلك المقالة .
تقول الشاعرة (ساروجين نايدو) :
"لقد كان الإسلام في المسجد عند أداء الصلاة ، وفي ساحة الحرب إذ يقاتل
المسلمون صفاً ، وكانت عدالة الإسلام تطبق خمس مرات في اليوم ، عندما كان
الأمير والفقير يركعان ويسجدان كتفاً إلى كتف … لقد شدتني مرات ومرات وحدة
الإسلام التي لا تتجزأ والتي تجعل من الإنسان أخاً للإنسان … "(1).
ويقول الأمير البريطاني تشارلز :
"إن الإسلام يمكن أن يعلمنا طريقة للتفاهم والعيش في العالم ، الأمر الذي
فقدته المسيحية ، فالإسلام يرفض الفصل بين الإنسان والطبيعة ، والدين والعلم
، والعقل والمادة"(2).
وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه :
"لا إكراه في الدين ، هذا ما أمر به القرآن الكريم ، فلم يفرض العرب على
الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام ، فبدون أي إجبار على انتحال الدين الجديد
اختفى معتنقو المسيحية اختفاء الجليد، إذ تشرق الشمس عليه بدفئها ! وكما تميل
الزهرة إلى النور ابتغاء المزيد من الحياة ، هكذا انعطف الناس حتى من بقي على
دينه ، إلى السادة الفاتحين"(3) .
ويقول غوستاف لوبون في " التمدن الإسلامي" :
"كل ما جاء في الإسلام يرمي إلى الصلاح والإصلاح ، والصلاح أنشودة المؤمن ،
وهو الذي أدعو إليه المسيحيين" .
ويقول المستشرق بول دي ركلا :
"يكفي الإسلام فخراً أنه لا يقر مطلقاً قاعدة (لا سلام خارج الكنيسة) التي
يتبجح بها كثير من الناس ، والإسلام هو الدين الوحيد الذي أوجد بتعاليمه
السامية عقبات كثيرة تجاه ميل الشعوب إلى الفسق والفجور"(4).
الإسلام دين التسامح:
يقول المستشرق بارتلمي سانت هلر :
" إن دعوة التوحيد التي حمل لواءها الإسلام ، خلصت البشرية من وثنية القرون
الأولى"(5).
ويقول العلامة الكونت هنري دي كاستري :
"درست تاريخ النصارى في بلاد الإسلام ، فخرجت بحقيقة مشرقة هي أن معاملة
المسلمين للنصارى تدل على لطف في المعاشرة ، وهذا إحساس لم يُؤثر عن غير
المسلمين .. فلا نعرف في الإسلام مجامع دينية ، ولا أحباراً يحترفون السير
وراء الجيوش الغازية لإكراه الشعوب على الإيمان"(6).
ويبين الشاعر غوته ملامح هذا التسامح في كتابه (أخلاق المسلمين) فيقول:
"للحق أقول : إن تسامح المسلم ليس من ضعف ، ولكن المسلم يتسامح مع اعتزازه
بدينه ، وتمسكه بعقيدته" .
ويؤكد هانوتو إعجابه بروعة التسامح الإسلامي فيقول :
"إننا مدينون للمسلمين بالعدل والسلم والتساهل الديني ، ومن الواجب أن ندرس
هذا الدين ونبذل جهدنا في فهمه، وعلينا أن نتخذ (لا إكراه في الدين) شعاراً "(7).
ويقول المستشرق لين بول :
"في الوقت الذي كان التعصب الديني قد بلغ مداه جاء الإسلام ليهتف (لكم دينكم
ولي دين) ، وكانت هذه المفاجأة للمجتمع البشري الذي لم يكن يعرف حرية التدين
، وربما لم يعرفها حتى الآن"(8).
الإسلام ملاذ الإنسانية:
يقول المفكر آرثر هاملتون :
"لو توخى الناس الحق لعلموا أن الدين الإسلامي هو الحل الوحيد لمشكلات
الإنسانية"(9)..
ويؤكد هذا المعنى عالم القانون مارسيل بوازار :
"إن دخول الإسلام إلى الساحة العالمية ، وإعادة الأمر إلى نصابه بتحقيق
التوازن المطلوب ، ليس هو مجرد مشاركة فعالة ، وإنما هو إنقاذ للوضع البشري
المنهار" .
ويقول الفيلسوف جورج برناردشو :
"الإسلام هو الدين الذي نجد فيه حسنات الأديان كلها ، ولا نجد في الأديان
حسناته ! ولقد كان الإسلام موضع تقديري السامي دائماً ، لأنه الدين الوحيد
الذي له ملكة هضم أطوار الحياة المختلفة ، والذي يملك القدرة على جذب القلوب
عبر العصور(10).. قد برهن الإسلام من ساعاته الأولى على
أنه دين الأجناس جميعاً ، إذ ضم سلمان الفارسي وبلالاً الحبشي وصهيباً الرومي
فانصهر الجميع في بوتقة واحدة "(11).
ويقول شاعر فرنسة (لامارتين) :
"الإسلام هو الدين الوحيد الذي استطاع أن يفي بمطالب البدن والروح معاً ، دون
أن يُعرِّض المسلم لأن يعيش في تأنيب الضمير … وهو الدين الوحيد الذي عباداته
بلا صور ، وهو أعلى ما وهبه الخالق لبني البشر"(12).
***
" من كتاب " ربحت محمدا ولم أخسر المسيح "
------------------
(1) (مثاليات الإسلام) ساروجيني نايدو (169) .
(2) (الإسلام والغرب) محاضرة الأمير تشارلز في مركز
أوكسفورد للدراسات الإسلامية عام 1993 .
(3) (شمس الله تسطع على الغرب) زيغريد هونكه (364-366) .
(4) عن (مقدمات العلوم والمناهج) أنور الجندي (8 / 133 ) .
(5) عن (مقدمات العلوم والمناهج) (8 / 119 ) .
(6) عن (التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام) محمد
الغزالي (194 – 196) .
(7) عن (الإسلام والمسيحية مع العلم والمدنية) الإمام محمد
عبده (162) وهو كتاب قيم ننصح بقراءته.
(8) عن (الإسلام) د. أحمد شلبي (296) .
(9) عن (محمد في الآداب العالمية المنصفة) محمد عثمان (62)
.
(10) من رسالته (نداء للعمل) .
(11) عن (الإسلام) د. أحمد شلبي (294) .
(12) (السفر إلى الشرق) لامارتين (47) .