من يدّعون أنهم ليبراليّون في السعوديّة هم في الحقيقة من أطياف عدّة سنَّة
وغيرهم ، وقد أضحى مصطلح ليبراليي السعوديّة غطاءً لمشاربهم المتعددة ، ولكن هم
أبعد ما يكونون عن الليبرالية بمعناها ومبناها وارتباطها بالسياسة كالعلمانية
أنموذجاً وارتباطها بالاقتصاد كالرأسمالية أنموذجاً كذلك ، لأنهم حوّروها لما
يُريدون ولم ينتهجوا نهجَ أربابها ، لكن الذي يجمعهم بالليبرالية هو حبّ الهوى
فحسب باسم حريّة الفرد ، والهوى عندهم تبعٌ لما يوحيه الشيطان في أنفسهم.
ولا قضيّةَ لدى من يدّعون أنهم ليبراليّون في السعوديّة إلا شهوتُهم من خلال
الدينار والمرأة ، فالمرأة لا تهمّهم كرامتها أو ما لها من حقوق وان ادّعوا ذلك
، بل يهمّهم أن يروها كاسية عارية ، بل ربّما كان طموحُهم أبعدَ من رؤيتها ،
وهذا أمرٌ يطول الكلام فيه ، وأمّا الدينار فحدّث ولا حرج عن جمعهم له ولو من
غير حلّه.
ولقد رزئت الأمَّة بجنايتهم على أهليهم في ديار الإسلام ، إذ إن الواحد منهم ما
هو إلا بوق لأعداء الإسلام يُزعجُ بما يُلقَى فيه ، لكن مما يُبشّر أن صولتَهم
ستكون كسحابةِ صيفٍ سريعاً ما تنقشع بإذن الله ، لأنهم لا إمام لهم ولا منهج
لهم ولا مبادئ عندهم ، وكأني أراهم ينطبق عليهم كلام الشيخ بكر أبو زيد رحمه
الله عن أدعياء السلفية ( في رسالة تصنيف الناس ) إذ قال وكان بأمر الله ما قال
: ( لكن ممّا يُطمئن أن هذه وعكةً مصيرُها إلى الاضمحلال ، ولوثةً وافدةً تنطفي
عن قريب.
وعودةُ المنشقين إلى جماعة المسلمين أن تعلم :
- أن هذا التبدد يعيش في أفراد بلا أتباع ، وصدق الله : ( وما للظالمين من
أنصار ) ، ومن صالح الدعاء : ( ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ) وقوله تعالى
: ( ربِّ فلا تجعلني في القوم الظالمين ).
- وأن هؤلاء الأفراد يسيرون بلا قضيّة.
- وأن جوَلانهم هو من فزع وثبة الانشقاق ، ولهذا تلمس فيهم زعارةً وقلةَ توفيق.
فلابد بإذن الله أن تخبوا هذه اللوثةُ ، ويتقلّص ظلُّها ، وتنكتم أنفاسُها ،
ويعود المنشقُ تائباً إلى صفّ جماعة المسلمين ، تالياً قول الله تعالى ( ربِّ
نجني من القوم الظالمين ) انتهى.
وبالله التوفيق.