إذا طلب المرء العلم حال الصغر أو تعلم صنعة حينئذ استقرت في قلبه وأتقنها
وأحاط بها وتمكن فيها وأبدع وصار يملك الصنعة ويتحكم بها وصار أستاذا مرجعا في
هذا الفن. أما إذا تعلم العلم وتدرب على الصنعة حال الكبر لم يتقنها ولم يحط
بها ولا سبيل له للتمكن فيها وصارت الصنعة تملكه إلا من ندر من الخلق من أذكياء
الناس وهم يسير. وإنما يتمكن في العلم حال الصغر لأن القلب فارغ لم يشغله شيء
والهم متوجه بكليته للتعلم والقدرات الذهنية والسلوكية حاضرة ونشيطة بخلاف
الكبير الذي انشغل قلبه وتفرق همه وضعفت همته وقل تركيز قدراته.