تمر الأيام وتمضي فغروب شمس اليوم يأذن برحيله بلا رجعة ونرى الطيور تحوم
حول قرص الشمس ، لتعطي صورة جميلة بقدر ما فيها من الحزن لوداع يوم بأكمله
لن يعود إلا يوم القيامة بإذن الله .
تمر أمامنا الصور متوالية تعبر عن كل عمل قمنا به في هذا اليوم .
لنتذكر اللحظة التي استيقظنا فيها من النوم وذكرنا الله عز وجل.
نتذكر الصلاة والدعاء والصدقة وحتى الإبتسامة الصادقة في وجه مسلم ، ولحظة
السرور التي أدخلناها على قلب مسلم .
نتذكر اللحظات التي اقترفنا فيها المعاصي قولاً وفعلاً .
فهذه الحياة دار عمل بلا حساب وتلكم الدار للحساب والعمل ليس له وجود .
كظل الشجر الذي نجلس تحته في السفر نترقب ونخاف الخطر .
نستعد بالزاد لرحلة طويلة مليئة بالمخاطر .
إن الحياة الدنيا هي محطة وهي معبر مؤقت وعمر محدد ولكنه غير معلوم.
تمر الأيام سريعة ونعيش الذكريات بقربها منا كأنها وقعت بالأمس .
وتتقلب الأحول بين لحظة ولحظة فلا مجال لبقاء الحال إلا بإذن الله ، فكم من
غني غدى فقير وكم من
صحيح غدى سقيم وكم من حي غدى من الأموات.
يا لها من دنيا متقلبة وغريبة.
دنيا لا تستحق منا أن نغضب لأجلها ولا تستحق منا كل ذلك القدر من السخط .
دنيا أغرت كثير فعلى على من دونه ،
أغرت أناس بالمال فطغوا وعصوا.
وأغرت أناس بالجاه والمنصب فتجبروا وتطاولوا .
وأغرت أناس بعلمهم وذكائهم فغدى هذا العقل وبالاً على مجتمعاتهم يبثون
سمومهم الحسية والمعنوية.
وأغرت أناس بجمالهم وحسن بهائهم فتسلل الكبر في قلوبهم و ازدراء غيرهم.