|
ح 130
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً : يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ
بِخَمْسٍ , لايَجْلِسُ فِي شَيْءٍ إلاَّ فِي آخِرِهَا .
في الحديث مسائل :
1 =
عدد ركعات صلاة الليل :
المحفوظ الصحيح هو صلاته صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة ركعة في رمضان وفي غيره
.
قالت عائشة رضي الله عنها : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان
ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلي ثلاث عشرة ركعة
بركعتي الفجر .
وقالت عائشة رضي الله عنها عن وِتر النبي صلى الله عليه وسلم : كان إذا غلبه
نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة . رواه مسلم .
وذلك لأنه عليه الصلاة والسلام كان يُوتِر بإحدى عشرة ركعة .
2 =
إطلاق صلاة الوتر :
يُطلَق الوتر ويُراد به قيام الليل ، ويُطلَق ويُراد به صلاة ركعة واحدة .
فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره أنه سأل عائشة رضي الله عنها : كيف كانت
صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ فقالت : ما كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ، يُصلي أربعا
فلا تَسَلْ عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعا فلا تَسَلْ عن حسنهن وطولهن ، ثم
يصلي ثلاثا . قالت عائشة : فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر ؟ فقال : يا
عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن عبد البر رحمه الله :
وأما قولها : أتنام قبل أن تُوتِر يا رسول الله ؟ فقيل : إن عائشة لم تَعرف
النوم قبل الوتر ، لأن أباها أبا بكر رضي الله عنه كان لا ينام حتى يوتر ، وكان
يوتر أول الليل . اهـ .
3 =
صفة صلاة الوتر :
للمصلِّي أن يُوتِر بركعة واحدة ، وله أن يُوتِر بثلاث سرداً لا يَجلس إلا في
آخرهن .
وله أن يُصلي ركعتين ثم يَقعد ويسلِّم ثم يأتي بركعة واحدة .
وله أن يُوتِر بِخمس ركعات لا يَقعد إلا في آخرها ، كما في هذا الحديث .
وله أن يُصلي ستّ ركعات لا يَقعد إلا في السادسة ، ثم يتشهد ، ثم يقوم فيأتي
بركعة .
وله أن يُصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة ، ثم يأتي بركعة ، ثم
يُسلِّم ، ثم يُصلي ركعتين وهو جالس .
قالت عائشة رضي الله عنها : كنا نعدّ له سواكه وطهوره ، فيبعثه الله ما شاء أن
يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ، ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة ،
فيذكر الله ويحمده ويدعوه ، ثم ينهض ولا يُسلِّم ثم يقوم فيصلي التاسعة ، ثم
يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه ، ثم يسلم تسليما يُسمعنا ، ثم يصلي ركعتين بعد
ما يُسلِّم وهو قاعد ، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني ، فلما سَـنّ ([1]) نبي الله
صلى الله عليه وسلم وأخذه اللحم أوتر بسبع ، وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول
، فتلك تسع يا بنيّ ، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن
يداوم عليها . رواه مسلم .
وفي هذا الحديث دليل على أنه لا يَجب أن يكون آخر الصلاة بالليل وِتْرا ،
لقولها : ثم يصلي ركعتين بعد ما يُسلِّم وهو قاعد .
وهو وإن كان خَتَم صلاته بوتر في العدد ( 11 ركعة ) إلا أنه لم يَجعل الوتر آخر
شيء .
وكذلك يَدلّ عليه قوله عليه الصلاة والسلام : أن هذا السهر جهد وثقل ، فإذا
أوتر أحدكم فليركع ركعتين ، فإن قام من الليل وإلاَّ كانتا له . رواه الدارمي –
واللفظ له - وابن خزيمة وابن حبان .
4 =
أقلّ الوتر ركعة ، لقوله عليه الصلاة
والسلام : الوتر ركعة من آخر الليل . رواه مسلم .
5 =
هل يُشرع أن يُطيل القراءة في ركعة الوتر ؟
الجواب : نعم
روى النسائي من طريق أبي مجلز أن أبا موسى كان بين مكة والمدينة ، فصلى العشاء
ركعتين ، ثم قام فصلى ركعة أوتر بها ، فقرأ فيها بمائة آية من النساء ، ثم قال
: ما ألوت أن أضع قدمي حيث وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم قدميه ، وأنا أقرأ
بما قرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
6 =
حديث : من لم يُوتِر فليس منا . حديث ضعيف .
والله تعالى أعلم .
---------------------------------------
([1]) قال النووي : هكذا هو في معظم الأصول : سَنّ ، وفي بعضها أسنّ ، وهذا هو
المشهور في اللغة .