شرح أحاديث عمدة
الأحكام
الحديث الـ 103 القراءة في صلاة
المغرب
عبد الرحمن بن عبد الله
السحيم
ح 103
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه قَال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ .
في الحديث مسائل :
1=
للحديث قِصّة ، وفيها فائدة .
فالقصة أن جبير بن مُطعم جاء إلى المدينة يُكلِّم النبي صلى الله عليه وسلم في
أُسارى بدر . كما عند البخاري
والفائدة :
أنه سمِع ذلك وهو مُشرِك
قال رضي الله عنه : وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي . كما عند البخاري .
وهو قد سمِع ذلك في حال الإشراك وبلّغ بعد إسلامه .
ومن هنا أخذ العلماء جواز الرواية عن المشرك إذا تحمّل الرواية حال الشِّرك ثم
أسلَم .
وفائدة أخرى :
وهي أن القرآن له تأثير على قلب الكافر إذا سمِعه ولو لم يَفقهه .
فإن الله تبارك وتعالى قال : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ
فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ) .
2=
قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بسورة الطور في صلاة المغرب ، وهذا يدل على أن
القراءة في صلاة المغرب يُطوَّل فيها أحياناً .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من قراءة هذه السورة .
قالت أم سلمة رضي الله عنها : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي
، فقال : طوفي من وراء الناس وأنت راكبة ، فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلي إلى جنب البيت وهو يقرأ بالطور وكتاب مسطور . رواه البخاري ومسلم
3=
جواز ذِكر اسم السورة من غير قول : (
سورة كذا ) .
هناك من أنكر ذلك والصحيح جوازه .
فلا يُكره ذِكر اسم السورة كما هنا : يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ .
قالت عائشة رضي الله عنها : لما نَزَلَتْ آخر البقرة . رواه البخاري .
وقال البراء بن عازب : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة
عشر شهرا حتى نزلت الآية التي في البقرة : ( وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) .
وقال حذيفة : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت :
يركع عند المائة ، ثم مضى ، فقلت يصلي بها في ركعة ، فمضى فقلت يركع بها ، ثم
افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها . رواه مسلم .