عبد الرحمن بن عبد الله
السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض
السؤال :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتـه
جزاكم الله خيرا كثيرا
شيخي الفاضل
هل فرضية صلاة الجماعة تسقط بحال السفر و كيف تُؤدى بوجود القصر ؟
جزاكم الله خيراً
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
صلاة الجماعة تسقط عن المسافر ، وتجب إقامة الجماعة لِجَماعة المسافرين ، فإذا
كان المسافرون جماعة ، وجَبَ عليهم إقامة الجماعة في مكانهم ، ولا يُصلِّي كل
واحد لِوحده ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسافر ويُقيم الجماعة في
أصحابه ، وسأل من تخلّف عن الجماعة عن سبب تخلّفه .
فقد روى البخاري ومسلم من حديث عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ الْخُزَاعِيّ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلا مُعْتَزِلا
لَمْ يُصَلِّ فِي الْقَوْمِ ، فَقَالَ : يَا فُلانُ مَا مَنَعَكَ أَنْ
تُصَلِّيَ فِي الْقَوْمِ ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَتْنِي
جَنَابَةٌ وَلا مَاءَ . قَالَ : عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ .
وفي رواية : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي سَفَرٍ .
هذا ما يخص جماعة المسافرين ، أما جماعة البلد فلا تجب على المسافر ؛ فإن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يُسافر وما نُقِل عنه أنه قصد البحث عن الجماعة في
البلد .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
فإن رسول الله كان يُسافِر أسفاراً كثيرة ، قد اعتمر ثلاث عمر سوى عمرة حجته ،
وحجّ حجة الوداع ومعه ألوف مؤلفة ، وغزا أكثر من عشرين غزاة ، ولم يَنقل عنه
أحد قط أنه صلى في السفر لا جمعة ولا عيدا ، بل كان يصلي ركعتين ركعتين في جميع
أسفاره ، ويوم الجمعة يُصلي ركعتين كسائر الأيام . اهـ .