عبد الرحمن بن عبد الله
السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض
السؤال :
فضيلة الشيخ وفقكم الله :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض الناس يلينون في التعامل مع النصارى ويبدءونهم بالسلام ويخفضون لهم الجناح
، وإذا نبهوا لهذا قالوا : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين )
فهل من كلمة توجيهية لفضيلتكم حول هذا الأمر الخطير.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
يَخْلِط بعض الناس بين حُسن التعامل مع الكافر الذي لم يُبارِز بالعداوة
والمحاربة ، وبين محبته والميل إليه .
فالأول مطلوب لقوله تعالى : ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )
.
لما في حُسن التعامل من رجاء هدايته ، وترغيبه في الإسلام ، ولأن هذا أصلا من
أخلاق المسلِم .
أما الثاني ، وهو محبة الكافر وميل القَلْبِ إليه ، فهذا لا يجوز ، وهو أمرٌ
خطير ، بل قد تبلغ خطورته إلى أن يَخرج المسلم من دين الله ، خاصة إذا ألِفَ
المسلم الكافر !
قال تعالى : (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ
أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي
قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) الآية .
وقال عز وجلّ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ
وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
وهذا في حقّ الأقربين فكيف بغيرهم ؟!
وأما السلام فلا يجوز أن يُبدأ الكافر بالسلام ، لأن السلام سَلامَة وتَكريم
ودعاء ، والكافر ليس أهلاً لذلك .
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بدء الكفار بالسلام ، فقال عليه الصلاة
والسلام : لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام ، فإذا لقيتم أحدهم في طريق
فاضطروه إلى أضيقه . رواه مسلم .