|
لتكن توقعاتك ايجابية دائماً فإنها إنما تعبر عما يحوك في صدرك ، فإذا كنت
إيجابية في حياتك ومواقفك كانت توقعاتك إيجابية متميزة.
وهذه التوقعات بدورها توحي بهواجس نفسية ، فإن كانت إيجابية أيضاً فإنها تبعث
في النفس التفاؤل ، وتطيب الخاطر ، وتقوي العزائم ، وتلهب الهمم ، والفأل هو
الكلمة الطيبة فتعيش صاحبته سعيدة مطمئنة على مستقبلها ، تشعر بأمن نفسي ،
وتحسب من نفسها صفحة في سجل المتميزات..
أما إذا كانت التوقعات سلبية فإنها تبعث التهالك النفسي ، وتحطم الذات ولو بعد
حين.
فتزول السعادة , وتتلاشى الطمأنينة ، وتتحول الراحة إلى شقاء وبؤس ، وتوقع
للصدمات والأزمات والكدمات ، ويضيع بريق التميز في أوحال التوقعات السلبية ، ثم
يضعف بل يتهاوى أمام هذه التوقعات ، فيبعث في نفسك القنوع بالدون والإخلاد إلى
الأرض ، واتباع الهوى ،والتشاؤم من كل جديد والمجهر المعتم الذي يرافقك فلا تري
إلا الظلام والشقاء والبؤس واللأواء..
إن المتشائمة تنظر إلى نور الصباح على أنه اقتراب لنهايتها ، وتنظر للروض
المعشب الباهر وكأنه مقبرة ، فلا أمل ولا حلم ولا نجاح.
الذهب في عين المتشائمة تراب، والدنيا الحلوة خراب، والهموم والأحزان تراها
حقائق خوارق ما لها عنها من محيص ، وما لها عنها محيد..
عينها يائسة ، وكفها بائسة ، وشفتها عابسة ، وهي تموت مرات ومرات قبل موتتها
الحقيقية ، ثم هي إن ماتت كان الهم والغم والتشاؤم هو المتهم الأول في الجريمة
..
فلماذا لا تكون توقعاتنا إيجابية ، وقد أثبتت التجارب مدى سعادة أهل التوقعات
الإيجابية وبعدهم عن الأمراض العصرية ، كالضغط والسكري .. فيا سعادة هؤلاء..