ومن كمال غناه: أن خزائن
السموات والأرض بيده, وأن جوده على خلقه متواصل آناء الليل والنهار, وأن
يديه سحاء في كل وقت.
ومن كمال غناه: أنه يدعو عباده
إلى سؤاله كل وقت ويعدهم عند ذلك بالإجابة, ويأمرهم بعبادته, ويعدهم القبول
والإثابة, وقد آتاهم من كل ما سألوه, وأعطاهم كل ما أرادوه وتمنوه.
ومن كمال غناه: أنه لو اجتمع
أهل السموات والأرض, وأول الخلق وآخرهم على صعيد واحد, فسألوه كلّ ما تعلقت
به مطالبهم, فأعطاهم سؤلهم لم ينقص ذلك مما عنده إلا كما ينقص المخيط إذا
غمس في البحر.
فهو الغني بذاته, المغنى جميع
مخلوقاته, أغنى عباده بما بسط لهم من الأرزاق, وما تابع عليهم من النعم
التي لا تعد ولا تحصى, وبما يسره من الأسباب الموصلة إلى الغنى
وأخص من ذلك أنه أغنى خواص
عباده بما أفاضه على قلوبهم من المعارف والعلوم الربانية والحقائق
الإيمانية, حتى تعلقت قلوبه به ولم يلتفتوا إلى أحد سواه.
هذا هو الغنى العالي...فنسأل
الله أن يغني قلوبنا بالهدى والنور والمعرفة والقناعة, وأن يمدنا من واسع
فضله وحلاله.