الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف
الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد:
فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " الزمر " للعلامة محمد بن
صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله
الكريم أن ينفع بها الجميع.
●
من أسماء الله عز
وجل:
& "
الله
" علم على ذات الله سبحانه وتعالى, خاص به لا يسمّى به غيره.
& "
الرحمن
" فهو أيضاً علم على الله عز وجل, لا يُسمى به أحد غيره, فهو من أسماء الله
الخاصة به, ولا يوصف به غيره.
& " العزيز
" لها...ثلاثة معانٍ: غالب, قوي, ممتنع من كل نقص.
& "
القهار"
صيغة مبالغة وصيغة نسبة أي أنه ذو القهر الدائم المتكرر فكم من ذي جبروت
قهره الله عز وجل, ما أكثر الرجال والأمم ذوات الجبروت التي قهرها الله.
●
قوة الإيمان
وضعفه:
& كلما كان الإنسان أقوى إيماناً
باليوم الآخر فهو منه أشد خوفاً, وكلما ضعف إيمانه باليوم الآخر ضعف خوفه
منه.
& المؤمن يتأثر بالقرآن ويقشعر
منه جلده ويخاف ثم بعد ذلك ترجع إليه الطمأنينة ويلين قلبه...وإذا رأيت
نفسك على غير هذه الحال فاعلم أن إيمانك ضعيف.
& كلما كان الذنب أعظم كان نقص
الإيمان به أكبر.
& كلما ضعُف الإيمان ضعفت معرفة
الإنسان وإدراكه للآيات التي ينزلها الله عز وجل من الوحي والتي يُقدرها من
القضاء.
& كلما قوي الإيمان ظهر للإنسان
من آيات الله ما لم يظهر له مع ضعف الإيمان.
●
علم الفلسفة وعلم
الكلام:
& قال بعض السلف: الجهل بالكلام
علم.
& أخسُّ العلوم ما يصدُّ عن سبيل
الله وعن طريق السلف الصالح مثل علم الفلسفة علم الكلام, وما أشبههما إلا
إذا تعلمه الإنسان من أجل أن يردَّ به على أهله.
& علم الكلام أدى بأصحابه إلى
مهالك حتى أن فطاحل علمائهم يتمنون وهم في سياق الموت أنهم ماتوا على دين
العجائز.
& أحياناً قد يكون الذكاء المفرط
سبباً للضلال...لأن الذكي يورد على نفسه أشياء ويفتح على نفسه
أشياء...ولهذا ما ضرَّ أصحاب الكلام والفلاسفة إلا حدة ذكائهم.
●
الركون إلى
الدنيا:
& الركون إلى الدنيا ولا سيما ممن
أعطاه الله تعالى العلم ذُلّ وانحطاط.
& العمل يسير على من يسره الله
تعالى عليه, والله تعالى يُيسر على من صدق النية في التوجه إلى الله تعالى,
ولم يركن إلى الدنيا.
●
العقل والعاقل:
& الإنسان العاقل لا يمكن أن
يختار لنفسه إلا ما فيه النجاةُ, ولا نجاة من عذاب الله إلا بالتذكر
والاتعاظ.
& المتمسكين بدين الله المُتبعين
لأحسن القول هم أصحاب العقول.... فالعاقل من وفقه الله تعالى للعلم
والعمل...فلا شك أن أعقل الناس أطوعهم له تبارك وتعالى.
& العاقل يقيس الغائب على الشاهد,
والمستقبل على الحاضر ويتبين له الأمر.
& كل عقل يُخالف النص فليس بعقل.
ـــــــــــــــــ
●
من البشرى:
& من البشرى الرؤيا الصالحة يراها
الإنسان لنفسه أو يراها له مؤمن, فإن هذا من البشرى...مثل أن يرى من يُبشره
بالجنة, أو أنه في نعيم, وما أشبه ذلك.
& من البشرى أن يوفق للعمل الصالح
فإذا رأيت الله عز وجل وفقك للعمل الصالح المبنى على الإخلاص والمتابعة
لرسول الله عليه الصلاة والسلام فإن هذا من البشرى.
& من البشرى أيضاً: أن يوفقك الله
عز وجل لمصاحبة الأخيار...فإذا وجدت أن وفقك لمصاحبة الأخيار, فإن هذا
عنوان على السعادة.
& من البشرى أيضاً: أن يُحِبَ
الأنسانُ من يُحبُّه الله.
●
الصبر:
& يتوقع الصابر بأن له جزاءً لا
يدركه عقله من كثرته, لأن الله قال: ﴿
إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
﴾ [الزمر:10]
& الصبر فيه فائدة عظيمة للإنسان
نفسه, وهو: ترويض النفس على التحمل.
& كثير من الناس يريد أن تكون
الأمور بسرعة...قد يحصل للناس مصائب عامة فتجده يريد السرعة في انجلائها
نقول: اصبر...هذا تربية أن توطن نفسك على الصبر
●
النعم:
& إذا امتنّ الله سبحانه وتعالى
على العبد بنعمة...فإذا كان مستقيماً مٌقيماً على طاعته فهو امتنان, وإذا
كان على العكس فهو امتحان.
& أكثر الناس غافلون عن...كون
الله سبحانه وتعالى يبتليهم بالنعم فيظنون أن النعم دليل على الرضا
فيستمرون في معاصيهم
&لا يعرف العبد قدر نعمة الله
عليه بالطاعة إلا إذا عرف آثار المعاصي على فاعلها
ــــــــــــــ
●
الفراسة:
& الله تعالى يُعطى الإنسان فراسة
بحيث يعلم ما في قُلوب الناس من لمحات وجوههم بل أكثر من ذلك يستدل بالحاضر
على الغائب ويعطيه الله استنتاجات لا تكون لغيره
& ذكر ابن القيم رحمه الله في
كتاب: مدارج السالكين عن شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله كلاماً عجيباً عن
فراسته رحمه الله, وإن كان ذكر أشياء قد لا تكون مقبولة.
●
العذاب والعقوبة:
& لا أحد يأمن عذاب الله تعالى,
فأنت إذا لم تتب إلى الله تعالى مُبادرةً فإن العذاب ربما ينزل بك.
& الإنسان قد يعذب عذاباً معنوياً
بحيث تُفسد عليه أموره, أمور الدين وأمور الدنيا
& من العقوبات التي هي من أشدّ
عُقوبات الدنيا أن يُصدّ الإنسان عن ذكر الله تعالى, وعن الصلاة, فإن هذا
أشدُّ من أن يفقد الإنسان ماله وولده.
●
البلاء:
& ما يُصيب الناس من البلاء
والفتن فإنه من الله تعالى...والإنسان إذا آمن هذا الإيمان فإنه سيسهل عليه
كلُّ صعُب
& لا نجد أعظم راحةً ممن آمن
بالقدر خيره وشره فإنك تجد الإنسان وإن تقلبت به الأحوال تجده راضياً
مُطمئناً إن أصابته الضراء صبر فكان خيراً له.
●
كتب:
& تفسير الجلالين...الكتاب في
الحقيقة مؤلف لطلبة علم, ولهذا نحن لا ننصح بقراءة هذا الكتاب للمُبتدئ,
لأن هذا الكتاب وإن كان صغيراً أكبرُ من فهم المبتدئ
& شيخ الإسلام رحمه الله كتابه
العظيم " درء تعارض العقل والنقل "
ـــــــــــــــــ
●
الكِبر:
& إذا رأيت من نفسك تكبراً على
أحد فعالج هذا الداء!...قبل أن يستشري, لأن هذا المرض للقلب بمنزلة السرطان
للبدن إن لم تبادر بعلاجه فإنه يقضي عليك.
& لا تتهاون بالكبر, فالكِبر
خُلُق رذيل ذميم, وجرب نفسك إذا تواضعت: تجد راحة وطمأنينة, تجد أنك لن
تندم. لكن لو استكبرت...ثم عدت إلى عقلك لندمت
●
متفرقات:
& ينبغي للإنسان حين العبادة أن
يلاحظ...أنه يعمل ليُثاب, لأنه إذا شعر بهذا الشعور فسوف يُتقنُ العمل.
& عندما تريد أن تتوضأ تنوى بأنك
تتوضأ امتثالاً لأمر الله حينما قال: ﴿يا
أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم﴾
من أجل أن تشعر بلذة العبادة
& الترغيب في الصدق, ولكن الصدق
مع الله, ومع رسول الله, ومع عباد الله, فالصدق مع الله بالإخلاص له, ومع
الرسول باتباعه, ومع عباد الله بحسن المعاملة.
& ما قيل عن شيخ الإسلام أنه قال
بفناء النار ليس بصحيح.
& من شرح الله صدره للإسلام _
وأسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم منهم _ يفرح إذا أدّى طاعة من طاعات
الله تعالى, ويحزن إذا فعل معصية من معاصي الله تعالى.
& إذا رأيت من نفسك الحرص على
استماع قول الخير واتباع أحسنه فاعلم أن هذا هداية الله لك.
& القنوت يطلق على معانٍ متعددة:
منها: الخشوع....ومنها: الدعاء....ومنها: دوام الطاعة.
& عمر الإنسان حقيقة هو ما أمضاه
في طاعة الله.
ــــــــــــــ
& السعة والضيق في الحقيقة إنما
يكون في القلب فكم من إنسان في بيت ضيق... وتجده مسروراً منشرح الصدر, وكم
من إنسان في قصورٍ مشيدة ولكنه في ضيق وغمٍّ.
& إذا رأيت من نفسك كراهة
الاستماع إلى القول الحسن فاتهم نفسك
& البلاغة هي أن يأتي الكلام
مُطابقاً للمقتضى, أي: لما تقتضيه الحال من لينٍ وشدّة وتطويل وإيجاز.
& ما كمل من الدنيا فمآله إلى
النفص, فالصحة مآلها إلى المرض, والحياة مآلها إلى الموت, وهكذا قس كل ما
في الدنيا على هذا المثال.
& إذا عرفت من نفسك قسوة القلب
فالجأ إلى الله عز وجل واسأله أن يُلين قلبك لذكره, وتأهب للوعيد إذا لم
يتداركك الله تعالى بلطفه ومغفرته.
& ينبغي للإنسان أن يكون حسن
الأخلاق وأن يتغاضى عن بعض حقه. وإن قالت له نفسه إن تواضعك وعفوك عن حقك
ذلّ لك ليعلم أن هذا من وساوس الشيطان
& عندنا الآن أناس يُفسرون الآية
وكأنه ابن عباس رضي الله عنه, وهو من أجهل عباد الله تعالى! ولا يبالي أنه
يُفسر كلام الله تعالى.
& لا تدخر وُسعاً في بذل الإحسان
إلى إخوانك, فإن ذلك مما يكون سبباً لدخول الجنة, ويكون سبباً في عون الله
تعالى لك.
& نحن نخلص لأخذ العلم, فإنه لا
شك أن الإخلاص لله تعالى معونة, وسبب لتحصيل العلم, وبركة العلم.
& الإخلاص سبب لحصول المفقود
والبركة في الموجود.
& التفكُّر إعمال الفكر بحيث يدور
كاراً وراجعاً, يميناً وشمالاً, حتى يتبين له ما يتبين بتفكر, وضدّ التفكر
الغفلة.
ــــــــــــــ
& بعض الناس...إذا اعتدى عليه أحد
قال: الله موجود. انتبه...لا تقل: الله موجود قل: الله حكم عدل, الله غير
غافل عما تعمل, الله ينتقم من الظالم, وما أشبه ذلك
& اليأس...عد الرجاء وعدم الأمَل
في حُصول الشيء.
& التحسُّر هو التّندّم مع الغمّ.
& التفريط معناه: الإهمال
والإضاعة, وعكسه: الإفراط, وهو التجاوز...وكلاهما مذموم, والخيار الوسط.
& ينبغي أن يكون الإنسان حازماً
ذا نشاط وقوة حتى لا تفوته الأمور, ثم بعد ذلك يندم...وأن يبدأ بالأهم قبل
المُهمّ.
& النصارى...يحاولون بكل ما
يستطيعون أن يُضللوا المسلمين وأن ينصروهم وإذا عجزوا عن ذلك فعلى الأقلّ
أن يخرجوهم من دينهم وإن لم يدخلوا دين النصرانية.
& الكفار وإن ربحوا في الدنيا
فإنهم في الحقيقة خاسرون للدنيا والآخرة, لأنهم لم ينتفعوا في الدنيا بما
خلقوا له, فلذلك كانوا خاسرين.
& معنى " سبحان الله " أي:
تنزيهاً له, وينزه الله تعالى عن شيئين: (1) عن مماثلة المخلوق. (2) وعن كل
نقص وعيب في صفاته.
& اجتماع العذاب القلبي
والبدني على أهل النار, أما البدني فظاهر, وأما القلبي فيما يحصل لهم من
التبويخ والتقريع.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ