الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف
الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد:
فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " الصافات " للعلامة محمد بن
صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله
الكريم أن ينفع بها الجميع.
●
الإخلاص:
& الإنسان المخلص لله الذي أخلص
قلبه له يوفق وتكون عاداته عبادات, لأنه دائماً مع الله ودائماً يتفكر في
آيات الله,
& من الناس من قد تكون العبادات
في حقه عادات يقوم ويتوضأ ويصلي لأن هذه عادته...ولهذا لا نجدها تؤثر في
القلب للغفلة الشديدة عن الإخلاص لله عز وجل.
& من قال: لا إله إلا الله,
بإخلاص فلا بد أن يخضع لأوامر الله ولا يستكبر.
●
النعم:
& اعرف أيها المؤمن قدر نعمة الله
عليك بالإحسانين: إحسان سابق للهداية, هداك الله ووفقك, وإحسان لاحق وهو
الثواب العظيم, نحن في الحقيقة في غفلة عن هذا.
& إذا أتيت إلى المسجد فاعرف قدر
نعمة الله عليك, حيث سهل لك المجيء...لأن الله حرم أمماً كثيرة ممن منّ
الله به عليك, فما أكثر الذين لا يحضرون إلى المساجد.
& من منً الله عليه بإرث الأنبياء
بالعلم, فإن ذلك من أعظم المنن.
& النصر من أعظم النعم لأن
الإنسان يكون له عزة وغلبه, ويكون عدوه خائفاً منه, ذليلاً أمامه.
ـــــــــــ
& لا يقول قائل: أنا عالم, أنا
عابد, فيعتمد على نفسه ويعجب بها, بل يجب عليه أن يرى قدر نعمة الله عليه
بالهداية, فكم من أناس أضلهم الله وهم أقوى منه ذكاء.
●
الغزو الفكري:
& أحياناً يكون الغزو الفكري أعظم فتكاً من الغزو
المسلح كما هو مشاهد فإن الغزو الفكري يدخل كل بيت باختيار صاحب البيت بدون
أن يجد معارضة أو مقاومة
& الغزو الفكري...يصيب المسلمين في قعر بيوتهم ربما
يخرجون من الإسلام ويمسح الإسلام من أفئدتهم مسحاً كاملاً, وهم لا يشعرون.
& ينشر الدعوة إلى اضمحلال أخلاق المسلمين...وإذا فسد
الخلق فسدت العقيدة وإذا فسدت العقيدة زال تعلق المسلمين بربهم وصاروا أضعف
الأمم.
& يغذون في نفوس الضعفاء تعظيم هؤلاء الكفار وأنهم أكثر
تقدماً وأشد حضارة ...وما شابه ذلك فينصهر المسلم في حرائق هؤلاء القوم ولا
شك أنه موجود.
●
أهل الغواية
والضلال:
& التحذير من مصاحبة أهل الغواية
لقوله: ﴿
فأغويناكم إنا كنا غاوين
﴾
& الأساليب التي يستعملها
المضللون...أساليب متنوعة تارة بالقوة, وتارة بالتغرير والتلطف والإيعاد
بالخير, وتارة بالتغرير بالتوكيد على أن ما هو عليه حق.
& تجوز غيبة الداعي إلى الضلال أو
الكفر في الدنيا للمصلحة العظيمة وهي تحذير الناس منه, حتى لا يقعوا في
شركه.
& دعاة الضلال يأتون بالشبه التي
توجب ضلال الناس.
& تبرأ كل من التابع والمتبوع يوم
القيامة من هؤلاء الضلال, فالمتبعون أو الاتباع يجعلون اللوم على
المتبوعين, والمتبوعون يجعلون اللوم على الاتباع.
ـــــــــــــــــــ
●
العمل للدنيا:
& الذين يعملون للدنيا وهم في
غفلة عن الآخرة لا شك أنهم سفهاء, وأنهم أمضوا أعمارهم فيما ليس فيه فائدة,
بل فيما فيه خسارة.
& اعمل للدنيا, لكن الموفق يستطيع
أن يجعل عمل الدنيا عملاً للآخرة, والغافل بالعكس يجعل عمل الآخرة عملاً
للدنيا.
●
العقل والعاقل:
& العقل حقيقة هو ما أرشد صاحبه
إلى فعل الخير وترك الشر.
& ضلال من يعتمد على العقل في
إثبات الأشياء أو نفيها, لأن الاعتماد على العقل يؤدى أن يرد الإنسان ما
ثبت في الكتاب والسنة من أجل ما يدعى أنه عقل.
& تنبيه العاقل إلى النظر
في...عواقب المجيبين...فإذا نظر في عواقب المجيبين وأنها عواقب حميدة صار
منهم. وإذا نظر إلى عواقب المكذبين حذر منهم وابتعد عنهم.
●
متفرقات:
& الشياطين أجسام لقوله
﴿فأتبعهُ
شهاب ثاقب﴾ لأنه لا يخرق ولا
يحرق إلا ما كان جسماً وهو كذلك فالشياطين...أجسام لطيفة تخترق الأجسام
الكثيفة أجسام البشر
& القرآن الكريم يعبر عن المستقبل
بالماضي لتحقق وقوعه, ومثاله قوله تعالى ﴿أتى
أمرُ الله﴾[النحل:1] فإن
أمر الله لم يأت بدليل قوله: ﴿فلا
تستعجلُوه﴾[النحل:1]
&﴿إن
هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم﴾...لو
صنفت عليها مجلدات ما استوعبت مدلولها...في كل شيء في العقائد والعبادات
والأخلاق والمعاملات إيجاداً أو تركاً.
& ﴿يا
بني﴾ من باب التلطف به,
وبيان أن الحنان قد بلغ في قلبه كل مبلغ, وصغره فقال: ﴿يا
بني﴾ ولم يقل: " يا ابني "
زيادة في التلطف.
ــــــــــــــ
& ﴿فخانتاهما﴾
يعني أخفت الكفر عن نوح وعن لوط عليهما الصلاة والسلام.
& الطاعات السابقة تكون سبباً
للنجاة من المهلكات اللاحقة, لقوله: ﴿
فلولا أنه كان من المسبحين
*
للبث في بطنه إلى يوم يبعثون
﴾
& البسملة فيها بركة ولذلك إذا ذُكرت على الذبيحة صارت
الذبيحة حلالاً طاهرة وإذا ذكرت على الطعام طردت الشيطان وإن لم تذكر فإن
الشيطان يشارك الآكل
& الملائكة تزجر السحاب أي تسوقه, وكذلك تزجر الميت
الكافر عند موته, تزجر نفسه لتخرج, تقول: أيتها النفس الخبيثة. وكذلك لعلها
تزجر أشياء أخرى لا نعلمها
& ظاهر النصوص أن الشمس والقمر والنجوم كلها دون
السماء, ليست ملصقة في السماوات, بل هي في فلك يدور بين السماء والأرض.
& القلب السليم: السالم من
الشبهات والشهوات.
& الصالح: هو الذي صلح ظاهره
وباطنه, ولزم من صلاحه أن يكون قائماً بحقوق الله وحقوق عباده.
& الحلم: هو التأني وعدم التسرع
في مقابلة الأمور, بل يتلقاها الإنسان بطمأنينة واتزان وتصرف شديد...فالحلم
في الحقيقة هو غاية ما يكون من الرشد.
& من استقام في الصراط المعنوي
على دين الله استقام في الصراط الحسي يوم القيامة حتى يصل إلى الجنة.
& المتمادي بالمعصية هو مستعجل
للعذاب في حقيقة الأمر, لأن المعاصي سبب للعذاب.
& وقوع المصائب على غيرك تسليك
وتساعدك على تحمل هذه المصيبة والصبر عليها...وسلو الإنسان بغيره يهون عليه
الأمر ويزيده قوة واندفاعاً فيما يدعو إليه.
ــــــــــــــــ
& من لم يكن إيمانه راسخاً فإن
الدعاية الباطلة تؤثر عليه, لأن المؤمن إيماناً راسخاً لا تضلله الدعاية
ولا يمكن أن يتحول عن إيمانه الذين كان عليه.
& العمى إذا حل في القلب صار
الإنسان لا يدري ما يقول وربما يقول قولاً يتناقض وهو لا يدري...والإنسان
إذا أعمى الله بصيرته لا يغنيه بصر العين.
& الإنسان إذا كان مؤدباً كان
محبوباً عند الناس, فالجفاء وعدم المبالاة بالناس خلق ذميم.
& نجد كثيراً من الناس مع أنهم
حريصون على العبادة لكنهم لا يبالون بالسلام لا ابتداء ولا رداّ, وهذا خلاف
حال المؤمن مع أخيه.
& المرأة إذا نظرت إلى غير زوجها
فإن ذلك فتنة, لأن الله امتدح نساء الجنة بكونهن قاصرات الطرف على أزواجهن.
& الفرج يكون مع الكرب, وكلما
اشتد الكرب, والتجأ الإنسان إلى ربه كان الفرج إليه أسرع...فإذا انتظر
الفرج مع تقواه وإحسانه قما أقرب الفرج إليه.
& كل محسن فإن الله تعالى يجعل له
من كل هم فرجاً, ويكتب له أجر العبادة وإن لم يفعلها إذا سعى في أسبابها.
& الله عز وجل أحسن الخالقين
خلقاً ومن أراد أن يتوسع في هذا المجال فليقرأ كتاب مفتاح دار السعادة لابن
القيم فإنه ذكر من ذلك العجب العجاب في خلق الله
& التحدث عما جرى على الإنسان
فيما سبق فيه لذة وراحة للنفس. أرأيت إذا تحدثت عن صباك...تجد في ذلك لذة
وراحة ويذهب عنك الوقت وأنت لا تشعر به
& كلما كان الإنسان لله أعبد وبه
آمن كان الثناء عليه أكثر وأعظم, ولا تغتر بما تلاقيه في الدنيا من
مجابهات, فإن هذا قد يرد ولكن يكون امتحاناً وابتلاءً واختباراً.
ــــــــــــــ
& الدخور بمعنى الصغار والذل.
& كم من أئمة من هذه الأمة أوذوا
في حياتهم, ولكن بعد مماتهم صار جزاء هذه الأذية أن الله تعالى رفع لهم
الذكر, وصارت لهم العاقبة والثناء الحسن بعد مماتهم.
& ينبغي للداعية إذا رُدّ قوله
ألا يعتبر نفسه مقصراً أو فاشلاً, لأنه أدى ما عليه وهو البلاغ, والهداية
على الله عز وجل.
& الروغان: سرعة الإنسان لكن على
وجه لا أحد يحس به.
& ما من إنسان إلا وهو عبد, إما
أن يكون عبداً لهواه, وإما أن يكون عبداً لمولاه.
& الإنسان لا ينبغي له أن ييأس من
الشفاء ولو بلغ به من المرض ما بلغ...فلا تيأس من رحمة الله سبحانه
وتعالى...فإن الله قد ييسر لك ما يكون سبباً لشفائك.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ