|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد:
فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " الكهف " للعلامة محمد بن
صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله
الكريم أن ينفع بها الجميع.
&
تفويض الأمر والقوة لله عز وجل:
& قوله: ﴿لا
قُوة إلا باللهِ
﴾ أي لا قوة لأحد على شيء إلا بالله وهذا يعني تفويض القوة
لله عز وجل, يعني فهو الذي له القوة مطلقاً, القوة جميعاً.
& ينبغي للإنسان
إذا أعجبه شيء من ماله أن يقول: " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " حتى يفوض
الأمر إلى عز وجل لا إلى حوله وقوته.
&
الإيمان:
& الإيمان بأن
الله تعالى ذو بصر نافذ لا يغيب عنه شيء وذو سمع ثاقب لا يخفي عليه
شيء...يقتضى للإنسان ألا يُرى ربّه ما يكرهه ولا يُسمعه ما يكرهه.
& الإيمان ضعيف
فتجد الإنسان عندما يريد أن يقول أو يفعل, لا يخطر بباله أن الله يسمعه أو
يراه إلا إذا نُبّه والغفلة كثيرة فيجب علينا...أن نتبه لهذه القضية
العظيمة.
&
العلم:
& كل إنسان أعطاه
الله علماً ينبغي أن يفرح أن يؤخذ منه العلم, لأن العلم الذي يُؤخذ من
الإنسان في حياته ينتقع به بعد وفاته.
& على طالب العلم
أن يتلطف مع شيخه وأستاذه وأن يُعامله بالإكرام.
& من آداب المتعلم
ألا يتعجل في الرد حتى يتبين الأمر.
&
إحسان العمل:
& تأمل قوله
تعالى: ﴿
أحسنُ عملاً
﴾ ولم يقل: ( أكثر
عملاً ) لأن العبرة بالأحسن لا بالأكثر...العبرة بإحسان العمل وإتقانه
إخلاصاً ومتابعة.
& قال تعالى: ﴿
أجر من أحسنَ عملاً
﴾ وذلك لبيان
العلة في ثواب هؤلاء وهو أنهم أحسنوا العمل.
& يكون الإحسان في
العمل...بأمرين: الإخلاص لله عز وجل, والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه
وسلم.
&
الدنيا:
& الدنيا كلها
قاضية منتهية طالت بك أم قصرت, ولا بد لكل إنسان من أحد أمرين: إما الهرم
وإما الموت, ونهاية الهرم الموت أيضاً.
& الإنسان كلما
تذكر أنه سيموت طالت حياته أم قصرت فإنه لا يطيب العيش له.
& يا أخي لا يتعلق
قلبك بها فهي زائلة, هي ستصير كأن لم تكن كما قال عز وجل:
﴿
كأن لم تغن بالأمس
﴾ [يونس:24]
& الدنيا...العجب
أننا مغترون بها متمسكون بها مع أن أكدارها وهمومها وغمومها أكثر بكثير من
صفوها وراحتها...حتى المنعمون بها ليسوا مطمئنين بها.
&
الجدال:
& المجادلة هي
المخاصمة وسميت المخاصمة مجادلة لأن كل واحد يجدل حجته للآخر والجدُل هو
فتل الحبل حتى يشتد ويقوى, هذا أصل المجادلة.
& المؤمن لا يكون
مجادلاً, بل يكون مستسلماً للحق ولا يجادل فيه, ولهذا قال عبدالله بن مسعود
رضي الله عنه: ما أوتى قوم الجدل إلا ضلوا.
ــــــــــــــ
& المخاصمة
بالباطل باطلة.
& تدبر حال
الصحابة رضي الله عنهم تجد أنهم مستسلمون غاية الاستسلام لما جاءت به
الشريعة, لا يجادلون ولا يقولون لِم ؟
& ﴿
فلا تُمار فيهم إلا مراءً ظاهراً ﴾
أي لا يصل إلى القلب لأنه إذا وصل إلى الجدال إلى القلب اشتد المجادل, وغضب
وانتفخت أوداجه وتأثر.
& ما لا فائدة
للجدال فيه لا ينبغي للإنسان أن يتعب قلبه في الجدال به.
& أحياناً يحتمي
بعض الناس إذا جودل في شيء لا فائدة فيه, فنقول: يا أخي, لا تتعب, اجعل
جدالك ظاهراً على اللسان فقط لا يصل إلى القلب فتحمى وتغضب.
& إذا رأيت من
صاحبك المجادلة فقل له: " تأمل الموضوع " وسدّ الباب.
&
الندم:
& ﴿
فأصبح يُقلبُ كفيه
﴾
من الندم, وذلك أن الإنسان إذا ندم يقلب كفيه على ما حصل.
& ﴿
ويقول يا ليتني لم أُشرك بربي أحداً
﴾ ولكن الندم بعد
فوات الأوان لا ينفع, إنما ينفع من سمع القصة, أما من وقعت عليه فلا ينفعه
الندم لأنه قد فات الأوان
&
الذنوب والمعاصي:
& الإنسان والعياذ
بالله كلما أوغل في المعاصي, ازداد بعداً عن الإقبال على الحق.
& يجب أن يعلم أن
من أشدّ عقوبات الذنوب أن يعاقب الإنسان بمرض القلب والعياذ بالله...إذا
عوقب بانسلاخ القلب فهذه العقوبة أشدّ ما يكون.
&
أهل الجنة وأهل النار.
& من تمام الشقاء
لأهل النار أن كل واحد منهم لا يرى أحداً أشد منه عذاباً.
ــــــــــــــــــــــ
& أهل الجنة لا
يرون أن أحداً أنعم منهم لأنهم لو رأوا ذلك لتنغص نعيمهم حيث يتصورن أنهم
أقل.
&
متفرقات:
& من فوائد علم
التفسير أن الشيء يعرف بذكر قبيله المقابل له ﴿
فانفروا ثباتٍ أو انفروا جميعاً
﴾,﴿ثباتٍ﴾
يعنى متفرقين والدليل ذكر المقابل له
﴿
أو انفروا جميعاً
﴾
& ﴿
ينشُر لكم ربكُم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقاً
﴾ يعني
أنكم إذا فعلتم ذلك فإن الله سييسر لكم الأمر, لأن من ترك شيئاً لله عوضه
الله خيراً منه.
&
﴿
ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال
﴾...لم يذكر الله الظهر ولا البطن لأن النوم على اليمين وعلى الشمال هو
الأكمل
& لا بأس على
الإنسان أن يطلب أطيب الطعام, لقولهم:
﴿
فلينظر أيها أزكى طعاماً﴾
&
﴿
يُريدُون وجههُ
﴾ إشارة إلى
الإخلاص, فعليك أخي المسلم بالإخلاص حتى تنتفع بالعمل.
& قوله:
﴿
خُضراً
﴾ خصّها باللون
الأخضر لأنه أشد ما يكون راحة للعين ففيه جمال وفيه راحة للعين.
& ﴿لا
يبغون عنها حولاً﴾
لو قيل للواحد هل ترغب أن نجعلك في مكان آخر لقال لا وهذا من نعمة الله على
الإنسان أن يقنع بما أعطاه الله عز وجل وأن يطمئن.
& اعلم أن من
عقيدة أهل السنة والجماعة أن الجنة موجودة الآن وأنها مؤبدة, وأن النار
موجودة الآن وأنها مؤبدة.
& العزيز ليس بنبي
ولكنه رجل صالح.
ـــــــــــــ
& الإنسان لا
ينبغي أن يستفتي من ليس أهلاً للإفتاء, حتى وإن زعم أن عنده علماً فلا
تستفتِهِ إذا لم يكن أهلاً.
& الكذب الخبر
المخالف للواقع, والصدق الخبر المطابق للواقع.
& فتية شباب ولكن
عندهم قوة العزيمة وقوة البدن وقوة الإيمان.
& كلما ازددت
عملاً بعلمك زادك الله هدى أي زادك الله علماً.
& كل من افترى على
الله كذباً فلا أحد أظلم منه.
& التلاوة الحكمية
العملية أن تعمل بالقرآن, فإذا عملت به فقد تلوته أي تبعته.
& أهمية حضور
القلب عند ذكر الله, وأن الإنسان الذي يذكر الله بلسانه لا بقلبه تنزع
البركة من أعماله وأوقاته حتى يكون أمره فُرطاً عليه.
& لا تحسبوا أن
الذهب الذي في الجنة كالذهب الذي في الدنيا, فإنه يختلف اختلافاً عظيماً.
& الخضر...النصوص
تدل على أنه ليس برسول ولا نبي, إنما هو عبد صالح أعطاه الله كرامات.
& الغلام الصغير
تكتب له الحسنات, ولا تكتب عليه السيئات.
& الغالب أن
الوالد يؤثر على ولده ولكن قد يؤثر الولد على الوالد كما أن الغالب أن
الزوج يؤثر على زوجته, ولكن قد تؤثر الزوجة على زوجها.
& من بركة الصلاح
في الآباء أن يحفظ الله الأبناء.
&ذكر شيخنا
عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله في تفسيره...فوائد جمة عظيمة في هذه القصة لا
تجدها في كتاب آخر فينبغي لطالب العلم أن يراجعها لأنها مفيدة جداً.
& يأجوج
ومأجوج...قبيلتان من بني آدم.
ـــــــــــــــ
&
﴿قال
هذا رحمة من ربي﴾
قالها ذو القرنين انظر إلى عباد الله الصالحين كيف لا يسندون ما يعملونه
إلى أنفسهم ولكنهم يسندونه إلى الله عز وجل وإلى فضله.
& لا يمكن الآن أن
ندرك عظمة هذا النفخ, نفخ تفزع الخلائق منه وتصعق بعد ذلك...الله أكبر, شيء
عظيم كلما تصوره الإنسان يقشعر جلده من عظمته وهوله.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ