*خرجتُ اليوم بعد العصر لزيارة إحدى المكتبات التجارية بحي البديعة
*في طريقي لها وقفتُ عند إشارةٍ معترضة بكل سكونٍ وطمأنينة لأفجع بصوت
ارتطام في الجهة المقابلة!!
*نظرتُ صوبَ الصوت فوجدتُ سيارة اكسنت مهترئة قد اصطدمتْ بسيارة (bmw)
فارهة
*وخرج صاحبُ الفارهة مزمجراً مكفهراً في عينيه شررُ الغضب وفي جبينه تقطيبُ
الحنق
*فأخرجَ صاحبَ المهترئة من مقعده وانهال عليه ضرباً وركلاً و(شتماً)!!!
*أسرعتُ إليهما لإدراك الموقف قبل أن يستفحل إلى ( مالا تحمد عقباه )
*فلما اقتربتُ منهما وحاولتُ التفريع بينهما أصابتني لكمةٌ فاقعةٌ (أحتسبها
عند الله)
*والعجيبُ أن صاحبَ الفارهة كان يقول :اللهم إني صائم ثم يتبعها بلكمةٍ كـ(
لكمات ) تايسون.
ثم يعود ويقول:اللهم إني صائم ثم يردفها بضربة كـ(ضربات) جون سينا.
ثم يسترجع قائلا:اللهم إني صائم ثم يلحق بها آخر طبعة منقحة من قاموس
السباب الإبليسي.
*وكنتُ بينهما ينالني شيئاً من الضربات التي أخطأت طريقها، واللكمات التي
ضلّت دربها، ونفثات اللعاب التي تتانثر مع قبيح سبابهما.
*رحمني الله بتوافد المارّة ومشاركتهم معي في فضّ العراك وتذكير الشابين
(صاحب الفارهة وصاحب المهترئة) بأنهما صائمان.
*وكلما ذكـّروا صاحب الفارهة بأنه في رمضان ردّد مسرعاً :اللهم إني صائم ثم
تنهال دائرة البذاءة اللفظية وتنهمر من لسانه كالغيث استدبرته الريح.
*فناشدتهم الله لا يذكــّرونه أنه صائم
*فإنما شُرعت هذه الكلمة لكي تزجر الصائم عن السباب والصخب وهذا نراه تزيده
بذاءةً وإسفافاً.
*سمعتُ صاحب الفارهة من بعيد يقول مجددا : اللهم إني صائم !!
فهربتُ عنهم أدرك مكتبتي وأنجو بنفسي وأنا أتحسسُ مواضع اللكمات في وجهي،
وأبصرتهم من بعيد قد بدأت جولة جديدة في المشاتمة والعراك شعارها: اللهم
إني صائم.!😂😂