• رآني أحد مشايخي ذاتَ كربٍ فهاله مابدا عليّ من كمدٍ في وجهي، ونكوسٍ في بصري،
ونحولٍ في جسدي
• وسألني : ماذا دهاك فأرداك؟
ومن الذي فجعك فأشجاك؟
• فقلتُ له : قد تخالجتني الهمومُ لكيدٍ ألحق بي، وتفارطتني الغمومُ لضرٍ نزل
عليّ، وتوازعتني الأحزانُ لكربٍ حلّ فيّ
فما يسعني إلا الوجوم الذي تراه
وما أملك إلا الزفرات التي تشهدها
قد ضاقتْ عليّ الأرض بما رحبتْ وضاقتْ عليّ نفسي
• فقالَ الشيخ : يعز عليّ أن أراك تتفجع ويرمض فؤادي أن أسمعك تتوجع، وإني
سأحدثك بسرٍّ هو سلوى كل من باتَ الهمُّ ضجيعه، وملاذ جميع من أضحى الكربُ
هجيعه.
• ولقد وصفتُ هذا الدواء لامرأةٍ اتصلتْ بي قبل زمنٍ تشتكي تأخرَ الإنجاب،
وتشتهي الذرية والعيال، فلهجتْ باستعماله، ثم أرسلتْ إليّ بعد حينٍ تبشرني أنها
حاملٌ رغم تأكيد الأطباء أن حالتها لحقها اليأس والتصقتْ بها الاستحالة
• لكنّ هذا (السر) لا يعرفُ المستحيل، ولا يخضع لقوانين الطب، أو نواميس العادة
• فقلتُ له: عجّلْ عليّ به فقد أحاطَ بي الكربُ إحاطةَ السوارِ بالمعصم
• فقال : هي دعوةُ ذي النون(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فقد
أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم كما روى الحاكم وصححه الألباني عن سعد رضي الله
عنه قَالَ : " كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا نَزَلَ بِرَجُلٍ
مِنْكُمْ كَرِبٌ ، أَوْ بَلَاءٌ مِنْ بَلَايَا الدُّنْيَا دَعَا بِهِ يُفَرَّجُ
عَنْهُ ؟ ) فَقِيلَ لَهُ : بَلَى ، فَقَالَ: ( دُعَاءُ ذِي النُّونِ: لَا
إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )