|
بسم الله الرحمن الرحيم
بوجهه
الطفولي وقلبه الأبيض كالثلج بدأت حكايتي معه .
كان
الجميع على مقاعدهم الدراسية ، وكانت حصتي الأولى ، وكنت أتجول خلالها في
أنحاء الفصل أطمئن على سير الدرس .
أنت
تتحدث عن بداية الصباح الباكر ودائماً بدايات الصباح ما تحمل معها القصص
والأشياء الجميلة .
عندما
لاحظت أن بطلي في القصة يضع بجانب كتابه المدرسي شيئاً أخر ملاصقاً له
تماماً ، شيئاً يمكن أن يشبه أي شيء إلا أن يكون دفترا مدرسياً ، ربما
مفكرة ، ربما ملزمة ، أي شيء !
توقفت ،
دنوت منه ، وبصوت خافت سعود ما هذا الذي تضعه بجانبك وأنا أشير بأصبعي إليه
؟ ! رفع رأسه وهو ينظر إللي مباشرة ، دفتر يومياتي يا أستاذ ، تخيل أن تكون
هذه إجابة تلميذك وأنت أصلا شخص مهتم بعالم الكتابة ، بهذا العالم الفسيح
.. بهذا العالم المليئ بالإثارة .
دفتر
يومياتك ... ؟! قلتها بتعجب وغرابة .
أعدت طرح
السؤال مرة أخرى لاتأكد بأنني قد سمعته بشكل جيد . هز رأسه وهو يؤكد إجابته
السابقة .
أكيد بأن
تلميذي قد لاحظ ملامح الفرح تظهر على وجهي . في تلك اللحظة ، " دفتر يوميات
" يحمله طالب في الصف السادس فعلى غير العادة أن يحدث هذا !
مباشرة
أشرت إلى هناك بإتجاه طاولتي حيث " الدفتر الأزرق " وخاطبته بتلك الجملة :
" وأنا أيضاً ياسعود عندي دفتر يوميات ، أنا أشبهك .. أنا مثلك .. أنطلقت
مسرعاً وأحضرته وقفت مقابلة تماما وأخذت أقلب صفحاته أمامه وأنا أطلعه على
بعض أفكاري التي أكتبها .
أراقب
حركة عينيه التي كانت تدور مع كل صفحة .
كلانا
تقاسم الفرحة في تلك اللحظة ، وجه البشوش كان يحكي كل شىء !
وجدت
رفيقاً يشاركني إهتماماتي ، رجعت معه كطفل ، ذات الفئة العمرية هكذا شعرت
بنفسي ، تحدثت بحب عن دفتر يومياتي أمامه " كل شىء أكتبه هنا ياسعود " .
الجميع
كانوا يراقبون هذا الحدث ، وتعمدت أن أرفع صوتي هذه المره أردت أن يكون
الجميع طرفاً في هذه القصة ، وما قد يمكن أن يكون حوار مغلق فيما بيننا
جعلته في العلن .
فلربما
قد تصيبهم عدوى " دفتر يوميات سعود باطرفي "
قد تكون
بذرة فأنا من المؤمنين بمبدأ البذرة ، لأنه هكذا تحدث الأمور ، وأحيانا قد
تكون النجاحات الكبيرة من تلك البدايات الصغيرة !
وما زلت
أتذكر ذالك الطفل الذي منحه أبواه دفترا يوما ، فأصبح مؤلف الكتاب الذي
أقرأه ( متعه القراءة – دانيال بناك) .
...
15/06/1446هـ
شاركوني
أراؤكم وقصصكم :
fmh0021@gmail.com