الناس أجناس
ومعادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام
محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR
بسم الله الرحمن الرحيم
شاب ظاهره الالتزام ، وهيكلة الانتظام ، وكلامه رنان ، فيما يبدو لنا وللعيان ،
لا يدع الصلاة ، ويحضر الدروس إلا ما شاء الله ، ويتصدرها في بعض الأحيان ،
يسأل وإذا سُئل أجاب ، يفتي ، يحرر المسائل ، يبحث ، يشتري الكتب ، يكمل
دراساته العليا ، فهو هنا وهناك ، فلما جالسته وناقشته وخالطته ألفيته يحمل من
العلم ما لا ينكر لكن أحسست منه ما لا تحمد عقباه ، فحاولت أن أطبق عليه حديثا
عظيم القدر والمقدار ، فيه العجب العجاب ، والعذب الزلزال ، فقد قال عنه ابن
حجر في الفتح ( وقد تواتر النقل عن الأئمة في تعظيم قدر هذا الحديث : وقال أبو
عبد الله ليس في إخبار النبي صلى الله عليه وسلم شيء أجمع وأغنى وأكثر فائدة من
هذا الحديث 00000) ، وقد قيل في الحديث أنه ثلث الإسلام ، وقيل ربعه ، وقيل
يدخل هذا الحديث في ثلاثين باباً من أبواب العلم ، وقيل سبعين باباً ، ونقل
النووي في شرحه عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال ينبغي لمن صنف كتاباً أن يبدأ
فيه بهذا الحديث تنبيهاً للطالب على تصحيح النية 0
أما الحديث فقد صدر به البخاري صحيحه حيث قــال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى 00000 ) ، فلما طبقت عليه
الحديث وجدته يحمل نية فيها دخــــن :
يعـطــيـك مـن طــرف الـلـســان حــلاوةً ،،، ويـروع مــنـك كــمــا يــروغ
الثـعــلــبُ
يضحك إذا رآني ، ويكشر عن أنيابه إذا توارى عني ، يمتدحني في وجهي ، لكنه
ينتقدني من خلفي ، يدعوني إلى منزله ، ولكنه يتمنى حملي إلى المقبرة ، يضعني في
مواقف محرجــه ، ولا أبالغ إن قلت قاتلة0
فوجئت : لما انكشفت أوراقه ، وأزال قناعه ، وكشر عن أنيابه ، قلت لقد سبق السيف
العذل – فكل شيء انتهى – يا لها من صدمة هزت أركاني ، وخلخلت كياني ، وحطمت
مشاعري ، ولكن أشكو همي وحزني إلى الله في صديقي الذي خدعني – وأقول له بعد أن
خيب آمالي ، انظر في هذا الحديث ولا تغفل عنه ، ففيه معان عظيمة في الحث على
النية الحسنة ، فقد ورد أن الناس يبعثون يوم القيامة على نياتهم فعلى ماذا تبعث
0
وقـــفــــة : أقول لمن حدثني بهذا لا تجزع فالناس أجناس ولا تعمم رؤياك على
الكل فالناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام 0
هـمــســة : لم أكن أتوقع مثل هذا يحدث في مجتمعنا الإسلامي ، ولكني أتسلى بقول
المصطفى صلى الله عليه وسلم ( بدأ الإسلام وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء
) ، فأسأل الله لي ولكم أن تكون منهم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد