|
بسم الله الرحمن الرحيم
العاقل بعقله بعد توفيق الله يحرص على ممتلكاته , و الحرص واجب فيضعها في حرز
مكين ، فإن كانت نقودا فالبنوك أولى بها ، و إن كانت ذهبا فالصناديق الحديدية
آمن لها ، ولا تقطع يد السارق إن لم تكن الأموال في حرزها محفوظة ، وعن الأيدي
مصونة ، و لك في ذلك مثال :
لو أن شخصا وضع ألف ريال أمام بيته في الشارع فألتقطها أحد المارة ثم اشتكى
عليه فلا يعد سارقا تقطع يده بهذه الفعلة ، ولكنه أخذ مالا ليس له ولا يحق له
أخذه إلا لتعريفه فقط بلا تملك ، و عليه تسليم هذا المال لصاحبه إن علمه ، وإلا
فليسلمه للشرطة , هذا من ناحية ، ومن جهة أخرى فالمال السائب إذا أهمل فلا يعني
هذا جواز أخذه ، أو التمتع به و تملكه ، لأنه حق للآخرين لا يجوز أخذه إلا
لتعريفه كما ذكرنا 0
ومن الأموال التي استحل البعض سرقتها هي الأموال التي تعود ملكيتها للدولة بشتى
أنواعها ، وهذه الأموال ملك لعامة الشعب ، يطالب السارق بها يوم القيامة من قبل
هؤلاء جميعا ، لأنه اعتدى على مال عام ، بعكس المال الشخصي 0
نهى الإسلام عن السرقة ، فالمؤمن لا يسرق حي يسرق وهو مؤمن ، فحال شروعه في
السرقة يكون الإيمان فوقه كالظلة 0