الحمد لله الذي أمر بالعمل وأصلي وأسلم على من للرسالة حمل وبعــد
إن العمل بجميع أنواعه لابد فيه من الإخلاص والنية الصادقة عند القيام به ، لأن
الإنسان عندما يعمل فإنه مراقب فيه ، والمراقب الأول والأعظم هو الله عز وجل ،
ثم رسوله الكريم باطلاعه عليها ، ثم المؤمنون الصادقين ، قال تعالى ( وَقُلِ
اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ
وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا
كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )( سورة التوبة 105) ، فهذه الآية تبين أهمية الإخلاص في
العمل ، والحث على إتقانه ، لأننا واقعون تحت رؤية الحق تبارك وتعالى ، والله
عز وجل أحق أن يراقب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب إذا عمل
أحدكم عملاً أن يتقنه ) ، الإتقان نقطه يجب أن نقف عندها ، لأن الإتقان في
العمل مطلب شرعي يجعله كاملاً من جميع الوجوه لا نقص فيه ولا خلل حتى نقع تحت
لواء محبة الله 0
ويلاحظ أن بعض العاملين يتقن العمل الخاص به خير إتقان لأن الفائدة تعود عليه
هو فقط ، أما إذا كان العمل في قطاع حكومي ، أو قطاع خاص ( لدى الغير) ، نجد أن
الإتقان مفقود ، والتقصير واضح وظاهر ، وهم قلة ولله الحمد ، ثم أن هذه النوعية
من الناس نسيت أو تناست قضية الحل والحرمة في الراتب المتعلقة بإتقان العمل من
عدمه ، العمل واحد فيجب أن يتصف بالإتقان والإخلاص ، وأن المسئول عن هذا العمل
يجب أن يطاع في حدود الشرع ، لأنه لا طاعة إلا في المعروف ولا طاعة لأحد في
معصية الخالق فالله عز وجل يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ
اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
) ( سورة النساء 59 ) ، فهذه الآية تبين أن الطاعة الأولى لله ، ثم للرسول صلى
الله عليه وسلم استقلالاً ، ثم أدخلت طاعة ولي الأمر فيهما لأنه قد يأمر بما
يصح وقد يأمر بما لا يصح ، فإذا أمرنا المسؤول بعمل معين لا معصية فيه ولا حرام
وجب علينا أن ننفذه قدر المستطاع فينتج عن هذا توازن في العمل وزيادة في
الإنتاج وتحديد للمسؤوليات 0
والله اعلم