الكرم : صِفَةُ تَحْمِلُ صاحِبَها على بَذْلِ الخَيْرِ قَلِيلاً كان أو
كَثِيراً بِطِيبِ نَفْسٍ دون مُقابِلٍ ، والإنفاق عن طِيب خاطر ، والجود دون
انتظار مقابل ، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كانَ يؤمِنُ
بالله واليومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضيفَهُ ( البخاري ) ، والكَرَمُ مِن صِفاتِ
النُّفُوسِ العَظِيمَةِ ذَوُوا الهِمَمِ العالِيَةِ ، وهو صِفَةٌ نَفْسِيَّةٌ
تَحْمِلُ صاحِبَهَا على بَذْلِ ما يَنْبَغِي مِن الخَيْرِ بِغَيْرِ عِوَضٍ ،
وقد تكون صِفَةُ الكَرَمِ جِبِلِيَّةً ، أيْ : فُطِرَ عليها الشَّخْصُ ، وقد
تكون مُكْتَسَبَةً قابِلَةً لِلتَّحَلِّي بِها ، وليس الكَرَمُ مُقْتَصِراً على
بَذْلِ المالِ فَحَسْبُ ؛ بل إنَّ مَفْهومَهُ أَوْسَعُ وأَشْمَلُ ، فهو يَعُمُّ
الكَرَمَ بِالمالِ وبِالجاهِ وبِالوَقْتِ وبِالنَّفْسِ وغيرِ ذلك (موقع
الجمهرة) ، كالجود بالعلم والمشاعر والعواطف والكلام الطيب والابتسامة المشرقة
، ونقيضها البخل بها ، إذن فالكرم ليس مقصورا على تقديم الطعام فقط 0
للأسف في زمننا تغير مفهوم الكرم أو حُرِّف عن معناه الحقيقي ، فأصبح الكرم في
زمننا أنواعاً كثيره ، منها ما هو الأصل ، ومنها ما هو مستحدث وفق مصالح معينه
ولعلي أوجزها فيما يلي :
١- الكرم الجبلي أو الطبيعي أو الكرم العربي الإسلامي وهذا هو الأصل ،
وهذا هو تقديم الطعام حسب المتيسر بشكل يومي او اسبوعي او شهري دون تفريق بين
الحاضرين بل هو لجميع من علم به وحضر 0
٢- الكرم الاجباري وهو من حضره ضيوف لمنزله فقام بتكريمهم وتقديم الطعام
لهم وهما نوعان :
أ = مجبر على تقديم الطعام ولكن بطيب نفس وقبول 0
ب = مجبر على تقديم الطعام ولكن بدون طيب نفس 0
٣- الكرم الوظيفي وهو تكريم ضيوف الإدارة ، أو فيما بين الموظفين ، وهو
من لوازم العمل 0
٤- الكرم النفاقي وهو دعوة أناس معينين لأجل مصالح دنيوية بحتة ، وهذا
هو مصيبة المصائب : فتقديم الطعام لا يراد به وجه الله ، وإنما هو نفاق اجتماعي
( هياط ) 0
٥- الكرم الوجاهي وهو طلب السمعة والجاه فقط ، ولا يريد بذلك وجه الله
وإنما المراد حتى يقال أنه كريم ، أو لكي يصل لمآرب في نفسه 0
6- الكرم للمصلحة وهو التكريم لأجل الحصول على مصلحة معينة 0
7- كرم التقليد وهو القيام بالتكريم من باب تقليد الآخرين 0
وبعض هذه الولائم تندرج تحت الحديث المتفق عليه ( شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ
الوَلِيمَةِ ، يُدْعَى لَهَا الأغْنِيَاءُ ويُتْرَكُ الفُقَرَاءُ ، ومَن تَرَكَ
الدَّعْوَةَ فقَدْ عَصَى اللَّهَ ورَسولَه ، صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ) 0
همسة
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ
، وَأَشْجَعَ النَّاسِ ) ( البخاري ) ، وقد حثَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم
أتباعَهُ على الجُودِ والكرمِ وبشَّرَهم بالجائزة العظمى والقِيمَةِ المُثْلَى
، ألا وهيَ حُبُّ اللهِ تعالى للكَرَم والكُرَمَاءِ ، والجُوْدِ والأَجْوَادِ
الأسخياء ، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إنَّ اللهَ كريمٌ يحبُّ الكرم ، ويحبُّ مَعَالي الأخلاق ، ويكره سَفَاسِفَهَا (
مصنف عبد الرزاق ) (موقع الألوكة)