|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مقدر الوباء ، والصلاة والسلام على خير الانبياء ، وعلى آله وصحبه
الأتقياء الأنقياء ... وبعد
مقدمة
لا شك أن كورونا مرض عالمي سريع الانتشار ، وقد استنفرت الدول كامل طاقاتها
لمواجهة هذا الوباء ، واتخذت الاجراءات القاسية والمؤلمة ، وكان أقساها إغلاق
المساجد ، وإيقاف الجمع والجماعات ، وكل ذلك جائز لأن الهدف هو حماية الإنسان ،
هذا الكيان العظيم المكرم عند الله 0
الناس تنظر لهذا الوباء من منظور سلبي بحت ، على أنه مرض وجائحة ووباء ، وهذا
خطأ ، فهذا الوباء لا يخلو من إيجابيات وحسنات ، عَلِمَها من علمها ، وجَهِلَها
من جهلها ، وغاب عن البعض أن الله سبحانه وتعالى لا يقدر قدراً شراً محضاً ،
بل لابد أن يكون في الشر المقدر منحٌ 0
هل لكورونا حسنات
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن : هل لكورونا حسنات ؟ ، لقد عَلَمَنا هذا
الفايروس مدى ضعفنا ، وقلة حيلتنا ، وضحالة ثقافتنا ، وهشاشة مخزوننا الديني ،
وجهلنا الصحي ، وتفككنا الأسري والاجتماعي ، وضعف حسنا الأمني والوطني ،
وضياعنا الاقتصادي ، وأميتنا التقنية 0
لكل بلية ، أو مصيبة ، أو حدث جانبان ( سلبي وإيجابي ) ، والسلبي هنا هو الغالب
لأننا نتعامل مع جائحة ووباء ، وهذا البلاء من وجهة نظري له جوانب إيجابية غفل
عنها الكثير ، ومنها حسب علمي ما يلي :
الجانب الديني
1-- العودة الى الله عز وجل 0
2-- تذكرنا هادم اللذات ( الموت )0
3-- شعرنا بتقصيرنا في شهود الجمع الجماعات ، وبعد قرار غلق المساجد استشعرنا
قيمتها واهميتها وندمنا عليها 0
4-- تذكرنا مدى قدرة الله عز وجل 0
5-- تذكرنا بأنه لا يحدث شيء بدون علم الله وإرادته 0
6-- هذا الفيروس أحد مخلوقات الله وجنده ، لا يسير وفق هواه 0
7-- في هذا البلاء حِكمة علمانا أو جهلناها ، (محبة أو تنبيه أو عقوبة)
8-- تذكرنا الابتلاء سُنّة ماضية 0
9-- زاد الايمان لدى الناس 0
10-- علم الناس بضعفهم وجهلم 0
الجانب الصحي
1-- المرض يكون مناعة للجسم 0
2-- ارتفعت الثقافة الصحية لدى الناس 0
3-- تعلمنا بعض الطرق الوقائية الصحية 0
4-- كما تبين لنا جهل بعض الممارسين الصحيين ( قلة ) 0
5-- تبين لنا استهتار بعض الممارسين بالمرض ( قلة ) 0
الجانب الاقتصادي
نتيجة الهلع والخوف غير المبرر عند البعض من استنفاذ للسلع ، أو ارتفاع اسعارها
، مع أن الدولة وفقها مستنفرة أقصى طاقاتها لأجل ضمان الاستقرار الاقتصادي
الداخلي :
1-- بدأنا نحفظ الاسعار 0
2-- نؤمن المهم من الاغراض 0
3-- تخفيف المصاريف المنزلية بترك الكماليات غير الضرورية 0
4-- قلة ارتياد المطاعم ومحلات الحلويات 0
5-- المناسبات أصبحت عائلية ممّا قلل المصروفات 0
6-- السفر محلي وعند الضرورة فقط 0
الجانب الوطني
1-- مكانة المملكة العربية السعودية وحرصها على شعبها 0
2-- الدولة تضحي بالاقتصاد مقابل الحفاظ على المواطنين والمقيمين على أرضها 0
3-- ثبت لكل متذمر من ( الداخل أو الخارج ) بأن المملكة العربية السعودية حريصة
على المواطنين والمقيمين على أرضها ، حيث توفير العلاج ، والرعاية الصحية ،
والعزل في أرقى الفنادق ، وترحيل العالقين في الخارج بأسرع وقت ممكن مع تأمين
السكن الراقي لهم 0
4-- امتثال الشعب لأوامر ولاة الأمر وتوجيهاتهم وطاعتهم ، فهنا تجلت الوطنية
الحقة في الشعب السعودي النقي 0
الجانب التقني
1-- تبين جهل البعض بالتقنية والتعاملات الالكترونية الحكومية وغير الحكومية 0
2-- تعلمنا كيف نتعامل مع التقنية ، من إنجاز معاملاتنا الحكومية ، وغير
الحكومية ، والمصرفية 0
3-- بروز التعليم عن بعد ، من خلال البلاك بورد ، ومنصات التعلم الالكتروني ،
والواتساب وبرامج التعلم الأخرى ، ( استفاد المعلم والطالب )
الجانب الاسري والاجتماعي
الأسرة قبل هذا الوباء كانت تعاني من بعض التفكك والتباعد بين أفراد الأسرة ،
ولا يجتمعون في الغالب إلا على مائدة الغداء ، والعشاء ، إلا من رحم الله ،
ضاعت الأسرة بين العمل والتجارة والاستراحة والسفر 0
هذا الوباء قدم للأسرة والمجتمع خدمة حيث تعرف بعضنا على أهله ، وأسرته ،
واكتشف أن في بيته مشاكل ، ونواقص ضاعت بين العمل ، والتجارة ، والاستراحة ،
والسفر 0000000ألخ ، ومن الإيجابيات :
1-- عودة الاجتماعات الأسرية لفترات أطول ممّا كانت عليه في السابق 0
2-- تقوية العلاقات بين الازواج 0
3-- تقوية العلاقات مع الابناء 0
4-- التشارك في الأعمال المنزلية
5-- عودت القراءة والاطلاع والبحث 0
6-- استثمار الوقت بالتوجيه غير المباشر 0
7-- انتشار ثقافة الحوار والنقاشات العائلية الهادفة 0
8-- إقامة شعيرة صلاة الجماعة في البيوت 0
الجانب السياسي
الرسالة السعودية العظمى
السعودية تصعق العالم وتذهله فقد ضحت بالاقتصاد المحلي لأجل المواطن والمقيم
على أراضيها، فسلامة الإنسان مقدم على المال ، لأن الدولة تتاجر بالمواطن ، بل
وضخت المليارات لحماية أرضها ومن عليها ، من أدوية ، وعزل بأرقى الفنادق ،
ومعقمات ، وتعقيم للأماكن العامة والمزدحمة بالناس ، وتأمين جميع المستلزمات
الغذائية والطبية وغيرها 0
حفظك الله يا بلادي وخذل أعدائك ، وحفظ لنا ولاة أمرنا ووفقهم لكل خير
كشف حقيقة مشهوري السناب ومواقع التواصل
أزمة كورونا أعادت ترتيب الأوراق التي تبعثرت واختلطت فطغى غَثُّها على
سَمِينها ، فهذه الأزمة أعادت ترتيب { طبقات المؤثرين } في المجتمع ، حيث برز
( المفتي والداعية الواعي ، والطبيب والممارس الصحي المتمكن ) ، ومن في حكمهم
، ومساند لهم من عِلْيَةِ القوم علماً وفضلاً وحرصاً وأمانةً ، وخنس مشهوري
السناب ومواقع التواصل ، ممن ضَحُلت بضاعتهم وتَفُهَتْ ، فهؤلاء لا تأثير لهم
في مثل هذه الأزمات ، بل ليتهم سكتوا ( البعض ) ، فقد شاهدنا منهم من أرعب
الناس وخوفهم ، وأستهزئ بعقولهم وأفهامهم ، فأرسل لهم رسالات تافهة كشرب
الديتول وغيره 0
رسالــــة
قال الله تعالى { فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ
خَيْرًا كَثِيرًا } ، فقد يكون وراء هذا الوباء خيراً كثيراً نجهله ، وقال
تعالى { وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن
رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } ، فكن مع الله ولا تبالي
00000 والحمد لله رب العالمين 0
كتبه
محمد فنخور العبدلي
معلم وخطيب ومدرب ومستشار أسري