|
بسم الله الرحمن الرحيم
مدينتي القريات تشبه الجنين ، ولدت مجموعة قرى صغيرة ومتناثرة ، ثم أصبحت
القريات المدينة ، ثم القريات المنطقة ، ثم القريات المنطقة والمفتشية ، اتسعت
حدودها وامتدت ، فهي كالجنين تكبر شيئاً فشيئا حتى أصبحت كذلك ، فلما بلغت
أشدها لم تستفد من فرص زمنها ، بل بدأت تتراجع كالإنسان عندما يتقدم به العمر
وتضعف قواه ، والقريات كذلك فأول ما فقدت المفتشية فأصبحت منطقة ، فلما تقدم
بها العمر وشاخت أصبحت محافظة ، وأخشى أن تشيخ أكثر وأكثر فتصبح مركز أو أقل .
اللوم لا يقع على الدولة ، فالدولة وفقها الله سخرت لها ولغيرها جميع طاقاتها ،
لكن الخلل كان في الذين تربعوا على عروشها ( الجهات الخدمية ) ، وجلسوا على
كراسيها ، فلم يقدموا لها شيئاً يستحق أن يخلد في ذاكرة تأريخها ، المدن تتقدم
وتتطور ، والقريات مابين تقدم على استحياء ، أو تراجع مشاهد بالعيان ، أو محلك
سر لم تتجرء أن تنظر إلى الأمام ، أموال ومشاريع هدرت وطارت في مهب الرياح ،
أين ذهبت ( لا أدري ) أو ( قد أدري ) ولكن ( لا أستطيع الكلام ) ، إما خوفاً ،
أو حياءً ، أو ليس لدي بيان .
مدينة تحتاج لإلتفاتة من جهة محددة لعلها تنفض عنها غبار الإهمال واللف
والدوران و ....؟؟؟ عذرا حبر قلمي جف ، والكرة بملعب هؤلاء ؟
كتبه
إنسان من سكان مدينة النسيان
محمد فنخور العبدلي