|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبَعْدُ
التطور التقني يلاحقنا ليل نهار ، منها ما هو مفيد ونافع ونعمة من الله
تستحق الشكر ، ومنها ما هو شر مستطير ، وفتن لا تزال تظهر وتزيد , ومن
الفتن الجديدة التي لم تكن معروفة { الألعاب الالكترونية } , التي
أَثَّرَتْ أخلاقيا وعقائديا وسلوكيا وحركيا على تربية الأبناء والبنات ،
أضاعُوا أوقاتهم ، وأهملوا دراستهم ، وأخلوا بمسؤولياتهم , عقوا الآباء ،
وسببوا الألم للأمهات , يقلدون بلا تعقل ما يشاهدون في تلك الألعاب 0
إن بعض الألعاب لا تخلوا من فائدة إذا انتقيت بشكل سليم ، واستخدمت بشكل
معقول ، ولكنّ حديثي هنا عن الجانب السيء لتلك الألعاب الالكترونية ،
فالأَمر خطير , وقد ظهرت دراسات كثيرة تبين أن لهذه الْأَلْعَابِ مفاسد
كثيرة ومنها على سبيل الإيجاز :
الأول : الفساد العقدي ، فبعض الألعاب لا تخلو من مخالفات شرعية خطيرة
وكفرية ، كتجسيد الذات الإلهية على شكل إنسان مجرم وظالم ، أو ضعيف مسلوب
القوة والإرادة ونحو ذلك تعالى الله عما يفعلون ، أو تجسيد النبي صلى الله
عليه وسلم بشكل لا يليق به ، أو تصوير الصحابة رضي الله عنهم بشكل مهين ،
كما أنها لا تخلوا من ظهور الأصنام والصلبان ، وكل ذلك بهدف الطعن بالدين
الاسلامي 0
الثاني : نشر صور نسائية عارية أو شبه عارية ، لكي تصبح مشاهد العري مألوفة
لدى الأطفال والشباب 0
الثالث: المخدرات : انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات والخمور فيها ، مما يجعلها
أمرا مقبولا لدى اللاعبين 0
الرابع : السب والشتم : ينتشر السب والشتم في بعض الألعاب الإلكترونية بشكل
كبير ، فيتعود اللاعب على سماعها ومن ثم النطق بها 0
الخامس : مخالفة الأنظمة والقوانين : تعتمد بعض الألعاب على الاثارة
والمغامرة ، من خلال السرعة والتهور في قيادة المركبات ، وقطع الاشارات
المرورية ، والهروب من الدوريات الامنية ونحو ذلك ، فتربي الأبناء على
مخالفة النظام 0
السادس: القتل والتمثيل : بعض هذه الألعاب تغذي العنف ، وتحث على الانتقام
، وتسهل القتل والتمثيل بالجثث 0
السابع: السرقة والسلب : بعض هذه الألعاب تسهل قضية سرقة أو سلب السيارات ،
وأن ذلك يعتبر شجاعة ورجولة 0
الثامن: العزلة : بعض هذه الألعاب تتسبب في تعويد اللاعبين على الانطواء
والعزلة الاجتماعية 0
التاسع: الآثار الصحية والنفسية : تلك الألعاب تسبب ضعفا في النظر ، وتقوسا
في الظهر ، وانتشار السمنة ، وكثرة الاضرابات النفسية ، والتوتر ، 0000 الخ
0
العاشر : التقليد : بعض هذه الألعاب تعتمد على حركات معينة ، فيقلد اللاعب
هذه الحركات وخصوصا الأطفال فتسبب لهم فرط في الحركة 0
الحادي عشر : التجنيد الالكتروني : الفرق الضالة والمنحرفة عن المنهج
السليم مثل داعش وغيرها استغلت هذه الألعاب أسوأ استغلال ، فمن خلال ألعاب
أنتجوها لهذا الغرض أثروا على الشباب ، وجندوهم لصالحها ، وجعلتهم أدوات
ينفذون لهم ما يريدون من قتل وتفجير ، وأوهموهم أن ذلك جهادا في سبيل الله
0
المتابعة والمراقبة
غفلة الآباء ، وعدم معرفتهم بخطر هذه الالعاب ، أو إحسان الظن بها ، أو
أنها تنمي قدرات الاطفال ، وتثقفهم ، وتوسع مداركهم ، جعل الاطفال والشباب
يدمنونها بلا رقيب ولا حسيب ، بعض الآباء بحسن نية يفضل هذه الألعاب على
مخالطة الآخرين ، خوفا عليهم من الرفقة السيئة ، لكنه نسي أو غفل على أن
هذه الالعاب لا تخلو من أخطار لا تقل عن خطر الرفقة السيئة ، بل قد تزيد ،
فعلى ولي الأمر أن يراقب نشاط أبنائه مع زرع الثقة فيهم ، ولا يمل أو يكل
من نصحهم وتوجيههم ومتابعتهم ، خوفا عليهم وحفظا لهم ، وأن يشاركهم ألعابهم
، وأن يجعل باب الحوار والمصارحة معهم مفتوح ، مع تأمين البدائل النافعة
والمقبولة لديهم من الألعاب المناسبة ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ 0
عرض بوربوينت : الألعاب الإلكترونية
كتبه
محمد فنخور العبدلي